أمور تجلب دينونة الله على الشعوب

ًا

إحدى الأسئلة التي تسأل في زمن الأزمات، هل هذا غضب من الله؟ هل ما أمرّ به هو غضب الله على حياتي؟ الإنسان ككائن خلاّق ومفكر ومحلّل، يحاول أن يجد إجابات على الأمور التي تحدث في حياته

أعرف شخصًا اشترى سيارة وبعد أسبوع حصل معه حادث سير، وفي نفس اليوم وقع هاتفه من يده وانكسر. بدأ يتساءل، لماذا تحدث هذه الأمور في حياتي؟ هل فعلت أمر أغضبت به الله؟ أحيانا يظلم الإنسان نفسه، ويعيش في عقدة ذنب، وأحيانا أخرى، فعلا يكون الإنسان تحت دينونة غضب الله

تقول كلمة الرّب: “لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ.” (رو 1: 18)كأناس نعيش في هذا الوطن وننتمي إلى هذا الشعب، نتساءل: هل ما يحدث في لبنان هو من غضب الله علينا؟ هل ما يحدث في لبنان هو دينونة من الله؟

السؤال الذي أطرحه اليوم هو: كيف أستطيع أن أعرف إن كان ما يحدث في حياتي هو من غضب الله على حياتي؟ كيف نستطيع أن نميّز إن كان ما يمرّ به لبنان هو غضب الله على شعبنا؟ كيف نستطيع أن نعرف هذا؟

نستطيع أن نعرف الجواب عندما ننظر إلى تعاملات الله مع الشعوب القديمة بحسب الكتاب المقدّس. فالكتاب المقدّس قد أعطي لنا لكي نفهم فكر الرّب. أعطانا الرّب كلمته لكي تكون نور لطريقنا، لنفهم ما يحدث في حياتنا ومجتمعاتنا. “فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ.” (1كو 10: 11)

.والذي حدث في خدمة حبقوق يعطينا الجواب

ما هي الأمور التي تجلب دينونة الله على الشعوب؟

عاش حبقوق في الزمن الذي سبق سبي بابل لشعب العهد القديم. في سفر حبقوق، يعلن الرّب تدخله في التاريخ البشري وسلطانه وسيادته. أعلن الرّب أنّ تجاهل الإنسان لله ولمشيئته وكلمته، لا تلغي مركزه كخالق وسيّد وديّان. في سفر حبقوق، يعلن الرّب تدخل لدينونة شعبين. الأول هو شعب العهد القديم، والشعب الثاني هو الكلدانيين. ولما سأل حبقوق الرّب عن كل هذا، أعطاه الرّب خمسة5 أمور، إذا حدثت بوسط شعب، استوجب تدخل الله بيد قوّية لتتميم مقاصده الخلاصيّة

فدعونا نقرأ من كلمة الرّب ما جاء في حبقوق 12: 9-20

أولا. الكبرياء الذاتي

«هُوَذَا مُنْتَفِخَةٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ نَفْسُهُ فِيهِ. وَالْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا. 5وَحَقًّا إِنَّ الْخَمْرَ غَادِرَةٌ. الرَّجُلَ مُتَكَبِّرٌ وَلاَ يَهْدَأُ. الَّذِي قَدْ وَسَّعَ نَفْسَهُ كَالْهَاوِيَةِ، وَهُوَ كَالْمَوْتِ فَلاَ يَشْبَعُ، بَلْ يَجْمَعُ إِلَى نَفْسِهِ كُلَّ الأُمَمِ، وَيَضُمُّ إِلَى نَفْسِهِ جَمِيعَ الشُّعُوبِ. 6فَهَلاَّ يَنْطِقُ هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ بِهَجْوٍ عَلَيْهِ وَلُغْزِ شَمَاتَةٍ بِهِ، وَيَقُولُونَ: وَيْلٌ لِلْمُكَثِّرِ مَا لَيْسَ لَهُ! إِلَى مَتَى؟ وَلِلْمُثَقِّلِ نَفْسَهُ رُهُونًا؟ 7أَلاَ يَقُومُ بَغْتَةً مُقَارِضُوكَ، وَيَسْتَيْقِظُ مُزَعْزِعُوكَ، فَتَكُونَ غَنِيمَةً لَهُمْ؟ 8لأَنَّكَ سَلَبْتَ أُمَمًا كَثِيرَةً، فَبَقِيَّةُ الشُّعُوبِ كُلِّهَا تَسْلُبُكَ لِدِمَاءِ النَّاسِ وَظُلْمِ الأَرْضِ وَالْمَدِينَةِ وَجَمِيعِ السَّاكِنِينَ فِيهَا

ثانيا. الاعوجاج الاقتصادي

9«وَيْلٌ لِلْمُكْسِبِ بَيْتَهُ كَسْبًا شِرِّيرًا لِيَجْعَلَ عُشَّهُ فِي الْعُلُوِّ لِيَنْجُوَ مِنْ كَفِّ الشَّرِّ! 10تَآمَرْتَ الْخِزْيَ لِبَيْتِكَ. إِبَادَةَ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ وَأَنْتَ مُخْطِئٌ لِنَفْسِكَ. 11لأَنَّ الْحَجَرَ يَصْرُخُ مِنَ الْحَائِطِ فَيُجِيبُهُ الْجَائِزُ مِنَ الْخَشَبِ

ثالثا. الظلم الاجتماعي

12″وَيْلٌ لِلْبَانِي مَدِينَةً بِالدِّمَاءِ، وَلِلْمُؤَسِّسِ قَرْيَةً بِالإِثْمِ! 13أَلَيْسَ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْجُنُودِ أَنَّ الشُّعُوبَ يَتْعَبُونَ لِلنَّارِ، وَالأُمَمَ لِلْبَاطِلِ يَعْيَوْنَ؟ 14لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ

رابعا. الانحطاط الأخلاقي

15″وَيْلٌ لِمَنْ يَسْقِي صَاحِبَهُ سَافِحًا حُمُوَّكَ وَمُسْكِرًا أَيْضًا، لِلنَّظَرِ إِلَى عَوْرَاتِهِمْ. 16قَدْ شَبِعْتَ خِزْيًا عِوَضًا عَنِ الْمَجْدِ. فَاشْرَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاكْشِفْ غُرْلَتَكَ! تَدُورُ إِلَيْكَ كَأْسُ يَمِينِ الرَّبِّ، وَقُيَاءُ الْخِزْيِ عَلَى مَجْدِكَ. 17لأَنَّ ظُلْمَ لُبْنَانَ يُغَطِّيكَ، وَاغْتِصَابَ الْبَهَائِمِ الَّذِي رَوَّعَهَا، لأَجْلِ دِمَاءِ النَّاسِ وَظُلْمِ الأَرْضِ وَالْمَدِينَةِ وَجَمِيعِ السَّاكِنِينَ فِيهَا

خامسا. الوثنيّة الدينيّة

18«مَاذَا نَفَعَ التِّمْثَالُ الْمَنْحُوتُ حَتَّى نَحَتَهُ صَانِعُهُ؟ أَوِ الْمَسْبُوكُ وَمُعَلِّمُ الْكَذِبِ حَتَّى إِنَّ الصَّانِعَ صَنْعَةً يَتَّكِلُ عَلَيْهَا، فَيَصْنَعُ أَوْثَانًا بُكْمًا؟ 19وَيْلٌ لِلْقَائِلِ لِلْعُودِ: اسْتَيْقِظْ! وَلِلْحَجَرِ الأَصَمِّ: انْتَبِهْ! أَهُوَ يُعَلِّمُ؟ هَا هُوَ مَطْلِيٌّ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلاَ رُوحَ الْبَتَّةَ فِي دَاخِلِهِ

20أَمَّا الرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. فَاسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ»

الله ليس ألعوبة لنتسلى بها، بل هو في عرشه وهو سيّد في خليقته. كان يجب أن يحرقنا ويفنينا من قبل، ولكن بطول أناته فاتح ذراعيه للخلاص. يريد الرّب أن يخلّصك. لذلك أنت اليوم حيّ ترزق. لقد أعطاك فرصة جديدة للخلاص. الله يريد أن يخلصك ولذلك أرسل يسوع المسيح ربّنا ليفتديك ويفتح لك باب الخلاص. “وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!” (رو 5: 8و9)

ماذا نجيب الله اليوم عن وطننا؟ نحن مذنبون ومستحقون دينونة الله. ممكن  أن يكون وضعنا كأمّة وكشعب ميؤوس منه

ولكن كفرد تستطيع أن تتخذ موقف الرفض لكل ما حدث من حولك بالرجوع إلى كلمة الله في الكتاب المقدس والتجاوب مع عمل المسيح المبارك