الأمانة مطلوبة في حياة الإنسان. المثل الشعبي يقول “مين أمّنك ما تخونوا ولو كنت خائن.” إحدى الحوادث الموثقة في التاريخ تحكي عن امرأة كانت أمينة على خزنة في أحد المصارف. وكان زوجها من المدمنين على القمار. وهي، لكي ترضيه وتهدئه وتحافظ على بيتها وعائلتها، كانت تعمل لكي تعيله وكانت تعطيه المال لكي يقامر. ولكن تخطى الأمر حدّه، عندما بدأت بالاختلاس من الصندوق التي كانت أمينة عليه. في اليوم الذي كشف فيه أمرها، كانت قد اختلست أكثر من مليون دولار. ولكن المفاجأة الكبرى هي أنّ أكبر عمليّة نصب واحتيال وسرقة التي تحصل في العالم، تحصل كل في اليوم الأوّل من الأسبوع. تحصل كل يوم الأحد صباحًا. لأنّه يوجد أشخاص قد وكلهم الله على أمواله، وطلب منهم أن يجتزئوا منه في اليوم الأوّل من الأسبوع لأجل خدمته وعمله في العالم، ولكنّهم لا يفعلون ذلك. الكثير من المؤمنين يتجاهلون ما طلبه الله منهم في اليوم الأوّل من الأسبوع. الكثير من المؤمنين يختلسون من الرّب في اليوم الأول من الأسبوع
قد تقولون لي أنّ هذا التعبير قاسي. ولكن الرّب هو الذي قال لشعبه “أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ.” (مل 3: 8). والكثير من المؤمنين يفقدون بركة الله في حياتهم بسبب عدم أمانتهم الماديّة. “قَدْ لُعِنْتُمْ لَعْنًا وَإِيَّايَ أَنْتُمْ سَالِبُونَ، هذِهِ الأُمَّةُ كُلُّهَا.” (مل 3: 9). والله يطالب شعبه بالأمانة عندما يقول: “هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ،” وهو يعد بالبركة لكل من يطيع “وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ.” الموضوع ليس ثانوي عند الرّب، بل هو جوهري. ولذلك وضعه الرّب في الكنيسة في اليوم الأوّل من الأسبوع. يوجد التزام يطلبه الرّب من أولاده في اليوم الأوّل من الأسبوع. هذا الأمر هو العطاء المادي بأمانة، لكي نكون أمناء على ما أوكلنا عليه الرّب
نقرأ ما جاء في 1 كو 16: 1-4
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْجَمْعِ لأَجْلِ الْقِدِّيسِينَ، فَكَمَا أَوْصَيْتُ كَنَائِسَ غَلاَطِيَّةَ هكَذَا افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. 2فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ، خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ. 3وَمَتَى حَضَرْتُ، فَالَّذِينَ تَسْتَحْسِنُونَهُمْ أُرْسِلُهُمْ بِرَسَائِلَ لِيَحْمِلُوا إِحْسَانَكُمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 4وَإِنْ كَانَ يَسْتَحِقُّ أَنْ أَذْهَبَ أَنَا أَيْضًا، فَسَيَذْهَبُونَ مَعِي
أولا. العطاء المادي هو وصيّة للمؤمن ليمارسها في اليوم الأوّل من الأسبوع
.فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ، خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ
ماذا يوجد في اليوم الأوّل من الأسبوع؟ اجتماع الكنيسة. الكنيسة تجتمع في اليوم الأوّل من الأسبوع لعبادة الرّب. ويعتبر العطاء المادي جزء مهمّ من عبادة الرّب. والعطاء المادي هو وصيّة من الرّب للمؤمن
.الرّب يوصينا، بعشورنا –
.الرّب يوصينا بتقدماتنا –
.الرّب يوصينا بدعمنا للمرسلين –
.الرّب يوصينا بتعهداتنا الماديّة –
وهو يطلب منّا أن نمارس العطاء المادي في اليوم الأوّل من الأسبوع.اليوم الأوّل من الأسبوع هو امتحان أمانتك الماديّة للرّب
ثانيا. العطاء المادي هو وصيّة لكل مؤمن ليمارسها في اليوم الأوّل من الأسبوع
وصية العطاء المادي معطاة لكل مؤمن. كل مؤمن مطالب بأن يضع إله المال تحت أقدام المسيح. والإنسان دائما يحاول أن يتهرّب ويجد الحجج لكي لا يكون أمينا في عطائه للرّب
مثلًا، حجة عدم العمل. ولكن هل يصل المال إلى يديك؟ هل يعطيك والدك مصروف صغير لكي تشتري فيها شوكولا وعلكة؟ أيمكنك أن تخصص منها شيء للرّب؟ ألا تحصل على هدايا مادية؟
أو حجة المصروف الكثير. هل أنت متكل على نفسك لتسديد حاجاتك أم أنت متكل على الرّب؟ إحصاء أقيم مؤخرا يشير إلى أنّ أصحاب الدخل المحدود يعطون ماديًّا 8 أضعاف ما يقدمه الأغنياء
أو حجة أنّ الله لا يحتاج إلى المال. وهذا صحيح، ولكنّه يريد أمانتك وطاعتك. وهو بمخططه أراد أن تُسدَد حاجات خدمته بواسطة عطائك. العطاء المادي هو ممارسة لكل مؤمن في اليوم الأوّل من الأسبوع. عندما تمرّ سلّة العطاء يوم الأحد، أنت معني بالموضوع. هل ستكون أمينا في حياتك الماديّة للرّب؟
ثالثا. العطاء المادي هو نسبي في حياة المؤمن ليمارسه في اليوم الأوّل من الأسبوع
العطاء المادي ليس مبني على كميّة العطاء ولكن على نسبة العطاء. لقد وضع الله في الكنيسة مبدأ المساواة، بحيث يعطي الإنسان للرّب “خازنا ما تيسّر”. عبارة خازنا ما تيسّر، تشير إلى “ما باركك به الرّب” – أي ما يسره الرّب لك. لذلك وضع الرّب مبدأ العشور – بالعشور كلنا متساوين. وفي عطائك في التقدمات وفي الدعم الإرسالي، أيضا بحسب ما يباركك الرّب، يجب عليك أنت أن تعطي من مالك لعمل الرّب. وبركة الرّب الماديّة في حياة المؤمن مبنيّة على أمانته الماديّة للرّب، “من يزرع في الشح ….” لذلك يتطلّب العطاء المادي منك، التحضير المسبق، والتفكير بروح الشكر ببركات الرّب على حياتك. العطاء يجب أن يكون بسرور نحو ما أكرمك به الرّب. (المعطي المسرور يحبه الرّب …)
رابعًا. العطاء المادي هو فعل يمارسه المؤمن في الكنيسة في اليوم الأوّل من الأسبوع
.فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ، خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ
العطاء المادي هو فعل يمارسه المؤمن في الكنيسة.بولس يكتب لكنيسة كورنثوس عن جمع العطاء في الكنيسة. عن هذا الجزء المهمّ من العبادة الذي يجب أن يحصل في اليوم الأوّل من الأسبوع.في النصّ، كان بولس يشجّع المؤمنين على أن يعطوا لتسديد حاجة ماديّة للمؤمنين في أورشليم. ولكنّه أوصاهم أن يكون العطاء من خلال الكنيسة. الصندوق الوحيد لعمل الرّب هو صندوق الكنيسة المحليّة. لا يوجد مكان آخر لعطائك المادي للرّب إلا صندوق الكنيسة، للعشور وللتقدمات لحاجة الكنيسة، وللتقدماتالخاصة من خلال الكنيسة. وهذا لكي تكون تقدمتك لمجد الرّب ولا يكون دين عليك. وأيضًا لكي تكون تقدمتك مبنية على مبدأ “لا تعرّف شمالك ما تفعله يمينك …”، لكي يعرف من ساعدته أنّه لولا عمل الرّب في حياتك لما قمت بهذا العمل
خامسا. العطاء المادي هو فعل عبادة يمارسه المؤمن في الكنيسة في اليوم الأوّل من الأسبوع
ماذا يحصل في اليوم الأوّل من الأسبوع في الكنيسة؟ عبادة الرّب. العبادة تتطلّب العطاء للرّب.العطاء هو جزء من العبادة، التي فيها يأتي الإنسان ويشكر الله بطريقة ملموسة:” أنا أقدّر عملك يا رب في حياتي. وأنا أقدّر اهتمامك بحاجاتي وسهرك عليّ. لقد باركتني يا رب بهذا المبلغ في هذا الأسبوع. وأنا حاضر في اليوم الأوّل من الأسبوع لأعبدك بشكر قلبي. أنت تستحق يا رب.”العبادة الأمينة للرّب فيها أمانة في العطاء. (ماذا أردّ للرّب عن كل حساناته …) إلا أن أكون طائع وأمين على ما أوصاني به.آتي إليك لأعبدك ولأقدّم تقدماتي التي باركتني أنت بها لعملك وخدمتك وامتداد إنجيلك.الإنسان المدخّن الذي يعبد السيجارة في كل يوم، يكرس لها مصروف معين في اليوم. في الأسبوع يدفع المدخّن مبلغ لإلهه المستعبد له. المدخن مخلص لمن يراه مناسبا لتسديد حاجته
المؤمن الذي تمر سلّة العطاء من أمامه الأحد، ولا يضع فيها شيء؟ أو بحط فيها ألف ليرة. كنت أغسل سيارتي من فترة وأعطيت العامل هناك ألف ليرة ولكنّه رفض أن يأخذها. الله يأخذها إذا كانت مثل فلس الأرملة. ولكن ليس الأمر أن ترمي الفتات للرّب وتعطي الأفضل لنفسك
سادسا. العطاء المادي هو مخطط الرّب المادي للكنيسة يمارس في اليوم الأوّل من الأسبوع
العطاء المادي ليس بأمر موسمي يتأثر بأوضاع معيّنة أو بحضور شخصيات معيّنة، بل هو مخطط الله للكنيسة
الله لديه مخطط مادي للكنيسة من خلال العطاء المادي.مخطط الرّب أن تسدّد حاجات الخدمة من خلال عطائنا المادي في الكنيسة.مخطط الرّب هو أن يكون استخدام المال في الخدمة تحت إشراف الكنيسة. ولدينا مثال عظيم من بولس الرسول.بولس الرسول أوصى الكنائس بالحاجات الماديّة لكنيسة أورشليم
“أَمَّا مِنْ جِهَةِ الْجَمْعِ لأَجْلِ الْقِدِّيسِينَ، فَكَمَا أَوْصَيْتُ كَنَائِسَ غَلاَطِيَّةَ هكَذَا افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ، خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ. وَمَتَى حَضَرْتُ، فَالَّذِينَ تَسْتَحْسِنُونَهُمْ أُرْسِلُهُمْ بِرَسَائِلَ لِيَحْمِلُوا إِحْسَانَكُمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَإِنْ كَانَ يَسْتَحِقُّ أَنْ أَذْهَبَ أَنَا أَيْضًا، فَسَيَذْهَبُونَ مَعِي
هو ترك موضوع الجمع والتقدمات للكنيسة. كانت الأموال تجمع في الكنيسة وكانت الكنيسة تخصص المال لهذه الحاجة. وكان يطلب بولس من الكنائس أن ترسل ممثلين عنها لتحمل التقدمة إلى كنيسة أورشليم
مخطط الرّب هو أن يكون العطاء للكنيسة وتحت إشراف الكنيسة. لقد وضع المؤمنين الأموال عند أقدام الرسل في أورشليم قديمًا. عندما نتحدث عن ميزانيّة في الكنيسة نحن نتحدث عن حاجات يضعها الرّب أمامنا للخدمة. هي حاجات من صلب خدمتنا، نناقشها ونتفق عليها أن تكون في الميزانيّة. وبعد ذلك نبدأ بوضع عشورنا وتقدماتنا لتسديدها. السنة الماضية اتصل فينا أحد مرسلينا وهو بحاجة إلى سيارة …السنة الماضية اتصل فينا راعي كنيسة بحاجة لمساعدة مادية لموضوع تسجيل عقار … مخطط الرّب المادي هو من خلال الكنيسة. لا توجد صناديق في الكنيسة بل صندوق واحد. الكنيسة ضمن ميزانيتها تناقش وتوافق وتخصّص
سابعا. العطاء المادي هو امتياز روحي يعطيه الرّب للمؤمن ليمارسه في اليوم الأوّل من الأسبوع
.فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ، خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ
الله يريد أن يسدد حاجات المؤمنين في أورشليم، وهو يريد أن يستخدم المؤمنين في كورنثوس. يا له من امتياز أن نستخدم أموالنا لعمل الرّب ولنشر إنجيله وامتداد ملكوته. يجب على المؤمن أن يأتي بحماس للعطاء في اليوم الأوّل من الأسبوع
.في الختام، اليوم الأوّل من الأسبوع، هو يوم امتحان أمانتك الماديّة للرّب
هل ستكون أمين للرّب، في حياتك الماديّة؟