المؤمن والعمل الجماعي

إحدى الأمور التي أحبّها في الكنيسة هو العمل الجماعي. عندما نفتكر بالفريق غالبًا ما نفتكر بكرة القدم. شيء مدهش العمل الجماعي في كنيستنا. مثال للعمل الجماعي هو فرقة الترنيم. مؤتمر الأولاد أو الفتيان أو الشبيبة. المجلة التي تضعها لجنة المطبوعات في أيدينا في كلّ شهر… العمل الجماعي يكون في معظم الاجتماعات. شخص يقود التّرنيم وشخص يعزف وشخص يهندس الصّوت وشخص يسجل العظة وشخص يبث العظة. هذا اسمه عمل جماعي. بالحقيقة في كنيستنا إنّه عمل مدهش. بالفعل إنّ إلهنا عظيم كيف يستخدمنا مع بعض البعض لتتميم مقاصده

العمل الجماعي الذي يقوم فيه العديد من المؤمنين في عمل الخدمة مهمّ جدًّا. ولكن الأهمّ هو أن نعرف أن العمل الجماعي في خدمة الرّبّ، وبنيان الكنيسة، هو مخطط الرّب للكنيسة. من المهمّ أن نعمل أمرًا جيّدًا ولكن الأهم هو أن نعرف أن هذا الأمر الجيّد هو مشيئة الرّب ومخططه

.فلا نريد أن نفعل أمورًا في الخدمة لأنّها فقط جيّدة ولكن لأنّها أمر من الرّبّ

.بولس الرّسول كتب لكنائس المسيح عن أهميّة العمل الجماعي

لكنيسة كورنثوس، شبّه الكنيسة بالجسد. (1كو 12)

لتيموثاوس، شبّه المؤمن بالجندي. (2تيم 2: 3)

.لكنيسة فيلبي، أوصى وصيّة ًجميلةً، وسنتأمل بها

.سوف نرى مخطط الرّبّ لنا للعمل بروح الفريق وأهميّة هذا الأمر على حياتنا

كتب هذه الآية الرسول بولس للمؤمنين في فيلبي. في 1: 28

“فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ

أولاً. الرّبّ يدعونا للعمل الجماعي

” .مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ”

.المؤمن مطالب بأن يجاهد مع الكنيسة

أعمال الرسل ١٥:١

“. وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسْطِ التَّلاَمِيذِ، وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ”

أعمال الرسل ١:٢

“وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ”

أعمال الرسل ٤٤:٢

“وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا، وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا”

أعمال الرسل ١:٣

“وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ”

“مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ …”

من عدّة سنوات، كتب أحد الكتّاب كتابًا عن خدمة بولس الرّسول ذكر فيه أنّ 125 شخصًا في الكتاب المقدّس خدم معهم بولس الرّسول. فقد كان يعلم بولس وبطرس والتّلاميذ الأوائل أنّ الرّبّ يريدهم أن يجاهدوا معا. فهذه هي مشيئة الرّبّ لنا أن نضع قدراتنا معًا لكي نمجّد الرّبّ. وليست أن تعيش حياتك الرّوحيّة وحيدًا ولا أن تخدم وحيدا. كما يطلب إليك أن تجاهد مع إخوتك في الخدمة وفي نشر الإنجيل في العالم. وبحسب موهبتك فربما يكون عليك أن تعرف أن هذه هي مشيئة الرّبّ أن تجاهد مع الإخوة والأخوات في جوقة التّرنيم. فالرّبّ يريدنا أن نجاهد معًا في خدمته. وقد لا ينجح أيّ عمل بدون تضامن الكلّ. فانخراطك في خدمة الكنيسة هو أمر مهمّ جدًّا ومطلوب. هذه هي مشيئة الرّبّ أن نعمل معا

ثانيًا. العمل الجماعي هو جزء من الحياة كما يحق لإنجيل المسيح

“فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ”

.الانقسامات والخصومات هي من أعمال الجسد، والوحدة والعمل الجماعي هو من الطّبيعة الجديدة

فالتّفرّد وعدم الانسجام مع الآخرين هو جزء من الطّبيعة القديمة … والانسجام والاتحاد مع الآخرين هو جزء من الحياة الجديدة. الجهاد معًا والخدمة معًا، إنّما هما جزء من الحياة الجديدة. كما تكشف نوعيّة حياتك الرّوحيّة وتظهر ثمر الرّوح؟

احذر أيّها المؤمن من التّعابير الآتية :”لا أطيق!” ” لست قادرًا على التّحمّل!” “أخدم مع الأخ فلان وليس مع فلانة!” ” أخدم فقط إذا كنت أنا المسؤول … ” فالرّبّ أوصانا بالخضوع لبعضنا البعض وبقبول بعضنا البعض وبأن نقدّم بعضنا بعضًا في الكرامة. العمل الجماعي هو جزء من حياتك الرّوحيّة وخدمتك الرّوحيّة التي تكشف معدنك الرّوحي. والخدمة والعمل الجماعي لا ينمّيانك، بل النّمو بالفضائل الرّوحيّة سيساعدك لكي تتحسن في عمل الرّبّ

ثالثًا. العمل الجماعي يتطلّب الثّبات والمثابرة

“أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ”

العمل بروح الفريق ليس أمرًا مضمونًا في الكنيسة، بل هو أمر تعمل عليه الكنيسة وتجتهد لكي تحافظ عليه. وهو يتطلّب الوحدة والثّبات في الوحدة والمثابرة.  والثّبات يعني أنّ هناك إمكانيّة للسّقوط. فمثلاً الثّبات كشخص يقود درّاجته ويريد أن يبقى عليها دون أن يقع. وهذه الأمور الثّلاثة تتطلّب الصّلاة والجهد لأجل مجد الرّبّ. مع أنّ، في بعض الأوقات، يبدو الانسحاب أسهل … ولكن هل هذا يمجّد الرّبّ؟ هل هذا ينمي الكنيسة؟ لذلك الصّلاة والمثابرة مهمّان في الكنيسة والخدمة

.تشير دراسة عملت مؤخرًا بأنّه في معظم الكنائس 10% من المؤمنين يقومون بـ 90% من الخدمة

هذا بشكل عام. ولكن يوجد كسر للقاعدة في العديد من الكنائس. فالشكر الرّبّ اذا ارتفعت نسبة المنخرطين في خدمة الرّبّ في الكنيسة. ولكن هذا الأمر ليس  مسلّمًّا به. إذ هو أمر ممكن أن تخسره الكنيسة مع مرور الوقت. وهذا يعتمد على المتقدّمين في الكنيسة. فمثال الراعي والمتقدّمين في الكنيسة يؤثّر على هذا الجوّ. ممّا يتطلّب السّهر الرّوحي. فعلينا أن نسهر على الجهاد معًا ودائمًا نعمل بفريق ونفتكر بروح الفريق، ونجتهد للعمل الجماعي

رابعًا. العمل الجماعي هو الصّورة المنظورة لعمل الله الرّوحي في حياة الكنيسة

“. حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ”

كانت فرحة بولس الرّسول أن يرى ويسمع أخبارًا روحيّة جيّدةً عن الكنائس. فالعمل الجماعي في الكنيسة هو خبر مفرح ومبهج عن الكنيسة. فإنّ الكنيسة المتميّزة بالعمل الجماعي يكون فيها صحّة روحيّة. وتكون شهادتها رائعة. بالإضافة إلى ذلك يكون تأثيرها عظيمًا على أولادنا وعلى ضيوفنا وعلى أفراد عائلاتنا ، لا سيّما عندما يرون مؤمنين يخدمون مع بعضهم، ويخضعون لبعضهم، ويكرمون بعضهم ويساندون بعضهم البعض … ونتيجة ذلك ، من هذا النوع من الكنائس تفوح رائحة المسيح الزّكيّة

.فالكنيسة التي يجتهد أعضاؤها بعضهم مع بعض هي كنيسة يظهر فيها مجد الرّبّ وحد

.أخيرًا، عندما نشاهد مباريات رياضيّة أو أي منافسة أخرى، دائمًا نجد رابحًا واحدًا في النّهاية

.أمّا في كنيسة المسيح فقط وفي عمل الرّبّ، يوجد احتمال لنجاح الجميع

.في العالم لكي يربح انسان، يخسر الآلاف مقابله. ولكي يحتفل انسان بالفرح، تنهمر دموع الحزن من كثيرين

.في العالم، دائمًا، هناك رابح واحد والخاسرين كثيرين

.في عمل الرّبّ فقط، وفي كنيسة المسيح الكلّ رابحون. ونختبر هذا عندما نخدم بأسلوب الرّبّ

… ختامًا، الرّبّ يريدنا أن نخدمه بعمل جماعي

والكنيسة هي فريق عمل، والسّؤال هو: “هل أنت جزء من الفريق؟