الخميس 19 آذار 2020

«فَاحْتَفِظُوا جِدًّا لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَّا يَوْمَ كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. لِئَلاَّ تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، صُورَةَ مِثَال مَّا، شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى،»
(تث 4: 15-16)

يعتقد الكثيرون في أيّامنا هذه أنّ وصيّة الله الثّانية التي تمنع صناعة التّماثيل أو الصّور والسّجود لها هي وصيّة تطبيقها مقتصر فقط على العبادات الوثنيّة في العهد القديم، وأنّ الله لا يريدهم أن يصنعوا تمثال لحيوان معيّن أو لإله آخر من الذّين كانوا يعبدونهم، وأنّه لم يكن المقصود صورة أو تمثال للرّب نفسه. ولكن كلمة الرّب واضحة أنّ الرّب حين كلّم الشّعب في حوريب سمعوا الصّوت ولكن لم يروا صورةً ما، والسّبب الذي من أجله أعلن الله أنّه لَم يَسمَح بأن يَرَوا صورة ما، هو لأنّه يرفض أنّ يصنعوا تمثالاً أو صورة ما حتّى ولو كانت له شخصيّاً. كما تُعلِن أنّ صناعة تمثال أو صورة لله هو فساد روحيّ. فالإله الذي خلق العالم وكلّ ما فيه، إله القدرة والجبروت، لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي، وهو لا يقبل أن نُشَبِّهُه بِتِمثَال أو صورة ونَفسُد روحيّاً. فالله لا يتغيّر ولا يبدّل رأيه، وعندما أعطى الوصايا كان يعرف قلب الإنسان، وسرعة ميوله وراء أمور ملموسة. لذا فلنتمسّك بوصايا الرّب بحذافيرها ولتكن كلمته في كلّ حين دستورنا، ولنخضع لكلّ ما أعلنه الله في الكلمة، لكي لا نتعدّى ونخطئ أمام إلهنا.