لأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً، وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ، لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ، حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ (أم 5: 3-4)
يقدم سليمان الحكيم في هذه الآيات صورة تشبيهية يجسّد من خلالها الخطايا الأخلاقية والشهوة الرديئة بصورة المرأة الأجنبية، أي المرأة البعيدة عن الرب والتي تعيش حياة لا أخلاقية. فالخطية بشكل عام، والشهوة بشكل خاص، في مظهرها الخارجي جذابة جدا وقادرة على خداع الإنسان وإغوائه مهما كان يظن نفسه قويا. وإذا لم ينتبه للمخاطر المحيطة بهذا النوع من الخطايا فهو معرض لأن يسقط بها وسقوطه يكون فظيعا دون أي أدنى شك. هذا السقوط يصفه سليمان بالمرّ كالأفسنتين الذي لا يمكن أن تحليه أي مادة حلوة مهما كانت حلاوتها. ولكن ما هي الطريقة التي يجب أن نتعامل فيه مع هذه الخطية؟ تحتوي الآية الأولى على الإجابة ضمنيا، فالنظر والسمع والإصغاء لما يترافق معها من إغواءات كفيل بأن يقود الإنسان الى السقوط فيها. لذلك على الإنسان أن يقطع الطريق من البداية ولا يفسح في المجال أمام هذه الإغواءات من النيل منه، وإلا سوف تكون العاقبة أشرّ مما يمكن أن يتوقعه.