الجمعة 17 كانون الثاني 2020

«فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمَا:«اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ.»

(مت 11: 4-5)

رُغمَ‭ ‬أن‭ ‬يوحنا‭ ‬التَقى‭ ‬بيَسوع‭ ‬وَعَمَّده‭ ‬وَرأى‭ ‬الرّوح‭ ‬القدس‭ ‬يَحلُّ‭ ‬عَليه‭ ‬بِشَكل‭ ‬حَمامَة،‭ ‬وَسَمع‭ ‬صَوت‭ ‬الآب‭ ‬مِن‭ ‬السَّماء‭ ‬قائلاً‭ ‬اهذا‭ ‬هُوَ‭ ‬إبني‭ ‬الحَبيْب‭ ‬الذي‭ ‬بِه‭ ‬سُرِرْتب‭ ‬فإنَّ‭ ‬الضِّيق‭ ‬الذي‭ ‬مرَّ‭ ‬بِه‭ ‬في‭ ‬السِّجن‭ ‬قبل‭ ‬موته،‭ ‬جَعَلَ‭ ‬الشُّكوكَ‭ ‬تُراوِدُه‭ ‬إنْ‭ ‬كان‭ ‬فِعلاً‭ ‬الذي‭ ‬رآه‭ ‬هو‭ ‬المسيح‭ ‬أمْ‭ ‬يَنتَظِر‭ ‬آخر‭. ‬وَلكِن‭ ‬المُلفِت‭ ‬أنَّ‭ ‬المسيح‭ ‬وَلِيُؤَكِّد‭ ‬لَه‭ ‬أَنَّه‭ ‬هو‭ ‬المنْتَظَر،‭ ‬استخدم‭ ‬كَلِمَة‭ ‬الله‭ ‬ووعوده‭ ‬في‭ ‬النّبوّات‭ ‬المسيح،‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬إشعياء‭ ‬احِينَئِذٍ‭ ‬تَتَفَقَّعُ‭ ‬عُيُونُ‭ ‬الْعُمْيِ،‭ ‬وَآذَانُ‭ ‬الصُّمِّ‭ ‬تَتَفَتَّحُ‭. ‬حِينَئِذٍ‭ ‬يَقْفِزُ‭ ‬الأَعْرَجُ‭ ‬كَالإِيَّلِ‭ …‬ب‭ (‬إش35‭: ‬5-6‭) ‬وأيضاً‭ ‬ارُوحُ‭ ‬السَّيِّدِ‭ ‬الرَّبِّ‭ ‬عَلَيَّ،‭ ‬لأَنَّ‭ ‬الرَّبَّ‭ ‬مَسَحَنِي‭ ‬لأُبَشِّرَ‭ ‬الْمَسَاكِينَ‭ … ‬لأُنَادِيَ‭ ‬لِلْمَسْبِيِّينَ‭ ‬بِالْعِتْقِ،‭ ‬وَلِلْمَأْسُورِينَ‭ ‬بِالإِطْلاَقِ‭.‬ب‭ (‬61‭: ‬1‭) ‬فَرُغمَ‭ ‬أنَّ‭ ‬الإختبار‭ ‬الذي‭ ‬مرّ‭ ‬به‭ ‬يوحنا‭ ‬عند‭ ‬معموديّة‭ ‬المسيح‭ ‬كان‭ ‬عظيماً‭ ‬جدّاً‭ ‬لكِن‭ ‬الرَّب‭ ‬أَعطَاهُ‭ ‬الكلمة‭ ‬بالنُّبوَّات‭ ‬كَتَأكِيد‭ ‬أَقوَى‭ ‬مِن‭ ‬النظر‭ ‬والسمع،‭ ‬فوََضَع‭ ‬الكَلمة‭ ‬مِقيَاساً‭ ‬لِمَا‭ ‬يَجِب‭ ‬أنْ‭ ‬يُؤمِن‭ ‬بِهِ‭ ‬يُوحَنا‭. ‬وَهذا‭ ‬ما‭ ‬يُوجِّهنا‭ ‬كَمُؤمِنِين‭ ‬لِلتَّمسُّك‭ ‬بِالكلمة‭ ‬المعلَنَة،‭ ‬إذ‭ ‬َهِيَ‭ ‬مِن‭ ‬الله‭ ‬لنا‭ ‬لِكَي‭ ‬لا‭ ‬نَنْجرّ‭ ‬وَنُسَاق‭ ‬وراء‭ ‬تَعالِيم‭ ‬غَريبة،‭ ‬واختبارات‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لها،‭ ‬مع‭ ‬أنَّ‭ ‬بَعضَها‭ ‬قَد‭ ‬يَكون‭ ‬صحيحاً‭. ‬فَبَين‭ ‬يَديْنا‭ ‬مَا‭ ‬هُو‭ ‬أَثبَت،‭ ‬فَلْنُلقِي‭ ‬إيماننا‭ ‬وعقائدنا‭ ‬وحياتنا‭ ‬وسلوكنا‭ ‬وعبادتنا‭ ‬على‭ ‬الدُّستُور‭ ‬الأَثبَت‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬الثَّابتة‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬

القراءة الصباحية:
مت 11: 1-15
مز 17
القراءة المسائية:
تكوين 33 – 34