الأربعاء 3 حزيران 2020

«فَغَارَ الْيَهُودُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَاتَّخَذُوا رِجَالاً أَشْرَارًا مِنْ أَهْلِ السُّوقِ، وَتَجَمَّعُوا وَسَجَّسُوا الْمَدِينَةَ، وَقَامُوا عَلَى بَيْتِ يَاسُونَ طَالِبِينَ أَنْ يُحْضِرُوهُمَا إِلَى الشَّعْبِ.» (أع 17: 5)

إنّ إحدى الأمور المشتركة لدى الأديان والطوائف الأرضيّة هي استخدام العنف والضرب والإضطهاد في مواجهة الإنجيل. فإنجيل المسيح فيه قوّة عظيمة على تغيير قلوب الناس ومعتقداتهم وسلوكهم وتصرفاته وعبادتهم. فلا يمكن للإنسان المخْلِص الذي يقرأ الكتاب المقدّس بقلب منفتح، إلا أن يتغيّر بقوّة تلك الكلمة. أمام هذا التغيير تقف الأديان الميّته والجافة حائرة في مواجهة فعاليّة الإنجيل. وتلجأ في الكثير من الأحيان إلى الإضطهاد والعنف. فتبحث عن أشرّ الأشرار ضمن جماعتها وتتخذهم قوّة لها وذراعا وسندا للدفاع عن جماعتهم تجاه من ينادي بالإنجيل. هذا ما حصل في تسالونيكي بحسب قراءتنا. وهذه ليست المرّة الأولى لحصول ذلك. والتاريخ حتى يومنا هذا مليء بالاختبارات التي فيها تظهر الأديان والطوائف البشريّة على حقيقتها عندما ترى قوّة الإنجيل. علينا أن نتوقّع الإضطهاد الديني في كل وقت وفي أي مكان، لأن ابليس الفاشل لا زال يستخدم طرقه الفاشلة للحدّ من انتشار الإنجيل وخلاص النفوس. ولكن كما استمرّ المؤمنين في طاعتهم ونشرهم للإنجيل هكذا نحن أيضا علينا أن نتخطى عبقة الإضطهاد بالمحبة والصبر والأمانة للرّب، ليتحوّل الإضطهاد إلى بركة مضاعفة لمجد المسيح في العالم.