«فَقَالَ الْكَاهِنُ: «إِنَّ سَيْفَ جُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الَّذِي قَتَلْتَهُ فِي وَادِي الْبُطْمِ، هَا هُوَ مَلْفُوفٌ فِي ثَوْبٍ خَلْفَ الأَفُودِ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْخُذَهُ فَخُذْهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ هُنَا». فَقَالَ دَاوُدُ: «لاَ يُوجَدُ مِثْلُهُ، أَعْطِنِي إِيَّاهُ».
(1صم 21: 9)
لم يكن داود يعلم أنّ السيف الذي أُعِّدَّ لقتله سيكون في يوم من الأيام سلاحا فاعلا في يده. فقبل فترة من الزمن حارب جليات الجبار الذي كان يحمل هذا السيف الكبير. لم يكن داود في ذلك الوقت يجيد المحاربة بالسيف ولا يعرف فنّ القتال. لذلك تقدّم إلى المعركة مستخدما مقلاعا وحجارة. كان جليات يحمل سيفا ضخما، أخذه داود منه عند سقوطه على الأرض وقطع به رأسه. بعد ذلك أعطى داود السيف ليوضع في خيمة الاجتماع. كان ذلك السيف معدّا لقتل داود ولكنّه تحول لاحقا أداة في يده للحرب. فبعد أن هرب داود من وجه شاول لجأ للرّب وأُعطي له سيف جليات. أمسك ذاك الذي كان معدّا لقتله، فصار سلاحه الذي حارب به حروب الرّب كل أيام حياته. يذكرنا هذا بالتجارب والتحديات التي يعدّها ابليس لكي تدمرنا. وقد يمرّ المؤمن بظروف صعبة وقاهرة يشعر فيها بأنّه قد قضي عليه. وهو لا يعلم أن الرّب يسمح بتلك التجارب لكي يقويه ويحضره للأفضل. وتمرّ الأيام ويستخدم الرّب تلك التجارب والتحديات ليكونا السلاح الفعّال في حياة المؤمن وخدمته. فالتجارب والضيقات تصنع منّا مؤمنين أقوياء، والتحديات التي نمرّ بها تصبح السلاح الفعّال لتحقيق مقاصد الرّب. لذلك علينا أن نفرح بالضيقات والتجارب لأنّ وراء كل هذه الأمور هناك إله عظيم يسمح بضيقاتنا وتجاربنا لهدف ويستخدم ظروفنا ليشكلنا على صورته لنحقق مشيئته. إن التجربة التي اعدّها ابليس لكي يدمّرك بها ستكون سبب لقوّتك الروحيّة بعد حين.