مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلهِنَا
السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي ؟
(مز 113: 5)
صرخ المرنم قديما هذه الكلمات معبرا عن سموّ الله وعظمته وجلال مجده. فالسماء هي كرسيّ الله والأرض هي موطئ قدميه. ولكن هذا الإله المتسامي الذي لا مثيل له، أتى بيننا في ملء الزمان آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. كانت نظرة المؤمن في العهد القديم أن الله في السماء والإنسان على الأرض. الله بعيد عن الانسان ولكنه يراه ويراقبه. أما في العهد الجديد فنجد أن الله تجسّد وتشارك مع الانسان في اللحم والدم لكي يوحّد نفسه مع الانسان ويموت عنه حاملا خطاياه على الصليب. وليس ذلك فقط بل وعد أنه سوف يسكن في المؤمن بشخص الروح القدس. في العهد الجديد لم يعد الرب بعيدا بل أصبح أقرب ما يمكن من المؤمن، بل هو في داخل المؤمن. امتياز ما بعده امتياز أن يكون الله معنا وساكنا فينا يقودنا ويعلمنا ويرشدنا كيف نسلك في غربتنا هذه. والسؤال الذي يطرح نفسه أمام هذه الحقيقة، أين هو الله بالنسبة لك؟ هل هو فقط ساكن في السماء؟ أم أنه أقرب بكثير – في داخلك؟ نعم، الله ساكن في السماء يراقب حياتنا، وساكن في داخلنا لكي يقود أيضا خطواتنا في السبيل المستقيم لكي نتمم قصده ومشيئته.