«فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. فَسَأَلُوهُ: … أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟»
(لو 20: 20-23)
عندما سأل يسوع لمن الصورة والكِتابة في ذلك العصِر كان معلوماً أن النقود كانت مُلك للدولة ولصاحِب الرسِم على الدينار. وكمواطِن في الدولة يوجد حقوق وواجِبات. ومع أن المُلك لله إلا أنّه أقام الحكومات. وكما قال بطرُس في 1بط2: 17 «…خافوا الله. أكرِموا الملك». إن خضوعنا للسُلطات البشرية ولكل ترتيب ودفع ما يتوجَب علينا من ضرائب ومُستحِقات هو إعلان عن خضوعِنا لله الذي سمح بهذه الأنظِمة والأوطان التي نعيش بها.
ولكن تابع يسوع وقال ..وما لله لله. بمعنى أننا مُلك لله. فالله وضع صورته فينا، وخلقنا على صورَتِه، فبالتالي نحن لهُ، وعلينا أن نحيا له.
تظهِر لنا هذه الحادِثة وجود مملكتين لهُما حقوق علينا. مملكة سماوية ومملكة أرضية، ولكن تسمو المملكة السماوية، والملك السماوي الذي يضع الأنظِمة ويعزِل ملوك ويُنصِب ملوك.
مع إننا نعيش ونرى كل يوم المملكة الأرضية، لنسمو بنظاراتنا إلى المملكة السماوية والملك السماوي الذي عنده سُلطان مُطلق على كُل شيء، ولنُعلِن خضوعنا لهُ في حياتِنا وفي قبول ترتيبه لنا في أوطانِنا.