رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ.»
(مز 96: 1)
إن هذا المزمور رائع يتوجّه ويتوسع تدريجياً لكي يطال شرائح مُختلِفة من الناس. فأولاً يتكلّم إلى شعب الرب، ثم إلى كل أُمم الأرض وفي النهاية إلى الخليقة نفسها. يُعبِّر عن محبة الرب بأن يسمع شعبه يُمجِدَهُ ويبتهِج به من خلال ترنيمة جديدة إذ يقول في العدد 1 «رنموا للرب ترنيمة جديدة». والمقصود بترنيمة جديدة أي ترنيمة غريبة في التمَيُّز. فقد فعل من أجلِنا أمور غير طبيعية ومُميَّزة، بالتالي علينا أن نُبدِع في التسبيح والشُكر لإلَهِنا. ولكن أيضاً علينا أن نُظهِر في ترنيمنا مجد الرب «حدِثوا بين الأُمم بمجدِهِ..». إن كلِمة مجد الرب كلِمة اعتَدنا عليها ولكنها تُشير إلى كُل ما هو الله في عظمَتِه، روعة قداسَتِه، غنى نعمَتِه، قُدرَته الفائقة، سُلطانه المُطلق… إن الكلمة العبرية لمَجِد وهي «كابود» تُشير إلى أمر مُتميِّز ولَهُ وزنَهُ، فمحتوى ترانيمنا يجب أن يعكُس هذا الأمر.لماذا على الإنسان أن يَتغنى بمجد الله ويُعلِن مجده بترانيم مُتميِّزة؟ «لأن الرب عظُيمٌ وحميدٌ جِداً..» هو إله عظيم في كُل شيء وبالتالي علينا أن نحمَدَهُ (نشكُره)، علينا أن نُعظِمه في التسبيح وهذا ما تعنيه عبارة حميدٌ جِداً. يُبدِع كاتب المزمور بوحي الروح القدس في تمجيد الرب فيقول في العدد 6 «مجدٌ وجلال قُدّامه. العِزُّ والجمال في مقدِسِه» لنُبدِع في الترنيم لإلَهِنا ونهَبَهُ مجد اسمِه بتسابيح جديدة مبنية على نموِنا بمعرفة شخصه المجيد يوماً بعد الآخر.