«وكَانَتْ أَرِيحَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً بِسَبَبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَحَدٌ يَخْرُجُ وَلاَ أَحَدٌ يَدْخُلُ… فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافًا عَظِيمًا، فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ…» (يش 6: 1و20).
كانت مدينة أريحا مغلقة مقفلة وسورها عالٍ. فكيف سيسقط؟ سقط سور اريحا بسبب ايمان الشعب بما قاله الرّب لهم. فقد أمرهم الرّب أن يدوروا حول الأسوار في الستة أيام الأولى وأن يدوروا سبعة مرات في اليوم السابع . كانت هذه الخطّة ضعيفة وفاشلة بالمنظور البشري، ولكنّها كانت خطّة معطاة من الرّب. كان على يشوع والشعب أن يقرروا إن كانوا سيثقون بالرب وبخطّته. كان هذا الأمر يتطلّب الثقة والإيمان والطاعة للرّب. هناك اتخذ الشعب القرار تحت قيادة يشوع أن يثقوا بالرّب ويلتزموا بالتوجيهات الإلهيّة المعطاة لهم. فسقط السور. إن الحياة مع الرّب هي حياة لا تعتمد على المنطق ولكن على الثقة باعلانات الرّب وخطته. هذا ينطبق على الكثير من نواحي حياتنا الروحيّة. وهو ينطبق على الخلاص الذي قدمه المسيح على الصليب. فهل من المنطقي أن يخلص الإنسان بسبب ما فعله المسيح على الصليب من الفي عام؟ قد يبدو الجواب غير منطقي بالنسبة للإنسان، ولكنّه خطّة الله للخلاص. ويستطيع الإنسان فقط بالثقة والإيمان بالرّب أن يأتي إلى الصليب معترفا بخطاياه ومؤمنا بالمسيح مخلصا على حياته ليخلص. وهذا ينطبق على كل نواح حياتنا الروحيّة. قد تبدو الحياة المسيحيّة غير منطقيّة للناس من حولنا، ولكنّنا فقط من خلال الثقة والطاعة للرّب نستطيع أن نختبر بركاتها على حياتنا. نعم تسقط الأسوار العالية أمام وعود الله الثمينة، عندما نتجاوب بثقة وايمان وطاعة للرّب.