الأحد 23 شباط 2020

فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ، وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!» 
(مر 5: 6-7)

هل كانت هذه الكلمات كلمات هذا الإنسان أم كلمات أحد آخر؟ لقد كان هذا الإنسان معذباً من الأرواح الشريرة التي كانت ساكنة فيه، والذي نطق بهذه الكلمات كان الروح النجس من خلاله. إن الرب يسوع لم يأت لكي يعذب الإنسان، إنما لكي يريحه من العذاب. فهو الذي قال: «تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم…» ولكن الأمر اللافت في هذه الحادثة أن هذا الروح النجس ما إن رأى يسوع من بعيد حتى ركض وسجد أمامه طالبًا منه ألا يعذبه! كيف لا والرب يسوع هو الخالق الذي به كان كل شيء، ما يرى وما لا يرى. لقد خلق الإنسان والطبيعة، وخلق الأرواح أيضا، وهي جميعها تخضع لسلطانه وحكمه. وبعدما كانت هذه الأرواح تعذّّب هذا الانسان المسكين، أصبحت، وفي لحظة من الزمن، هي بدورها في رعب من العذاب الذي ينتظرها. عندما يحضر الرب يسوع في حياتنا يتحول كل خوف وألم إلى راحة وسلام، ومهما حاول ابليس أن يخيفنا في حربه الشريرة ضدنا، نعلم أن لا سلطة للأرواح الشريرة على حياتنا لأن الرب يسوع الخالق والقادر على كل شيء هو معنا. فهل هناك من مبرّر فيما بعد لكي نقع أسرى الخوف من ابليس وملائكته ونحن أبناء الخالق القادر بكلمة واحدة أن يرسلهم إلى العذاب الأبدي؟