«وَمِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومِيَّةَ وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وَالَّذِينَ حَوْلَ صُورَ وَصَيْدَاءَ، جَمْعٌ كَثِيرٌ، إِذْ سَمِعُوا كَمْ صَنَعَ أَتَوْا إِلَيْهِ.»
(مر 3: 8)
خدمة المسيح على الأرض كانت مليئة بالمعجزات التي أظهرت مجده وسلطانه، ولكن هدف مجيء المسيح وتجسّده كان أن يطلب ويُخلّص ما قد هلك. فهو جاء ليدعو الخطاة إلى التّوبة. جاء ليصنع تغييرا في حياة النّاس، ويصنع من متّى العشّار تلميذاً ومن زكّا العشّار إنساناً جديداً. جاء لتصبح مريم المجدليّة المسكونة بالأرواح الشّريرة خادمة للرّب ومبشّرة بقيامة المسيح. ولكن نرى في خدمة المسيح أشخاصًا كثر بالآلاف كانوا يأتون إليه «إذ سمعوا كم صنع» من معجزات. فكانوا يأتون إليه لعلّ المسيح يصنع معجزات في حياتهم ويشفيهم أو يطعمهم خبزاً. ولكن قليلون هم الذين أتوا إليه لأنّهم سمعوا أنّه يغيّر ويخلّص ويحرّر الإنسان من خطاياه. وهذا ما نراه في أيّامنا هذه حيث يتوافد النّاس بالآلاف ما أن يسمعوا أنّ هناك معجزة ما قد حدثت حتّى دون أن يتأكّدوا من حقيقتها. ولكن عندما يُبشرهم أحد بأن المسيح يخلّص ويمنح حياة أبديّة، فقليلون جدّاً الذين يهتمّون ليسمعوا، وأقلّ بكثير هم الذين يقبلون إليه. ونحن كمؤمنين هل نُقبِل إلى المسيح في كلّ يوم ليغيّر في حياتنا إلى شبهه، أو نأتي إليه فقط عندما نحتاجه ليصنع معجزة أو ليلبّي طلبتنا؟