«ومن الساعة السادِسة كانت ظُلمة على كُل الأرض إلى الساعة التاسِعة. ونحو الساعة التّاسِعة صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ قائلاً: «إيلي، إيلي، لما شبقتَني؟» أي: إلهي، إلهي، لماذا تَرَكتَني؟
(متى 27: 45-46)
يرسِم لنا مشهد الصليب والأحداث التي جَرَت في ذلك اليوم صورة تحمَّل فيها الرب البار الجحيم على الأرض.
هناك عدّة أبعاد نقدِر أن نرى فيها هذا الأمر:
البعد الأوّل هو الظلام والقيود الموضوعة في هذا المكان. على الصليب كان يسوع مُثبَّتًا بمسامير وكانت ظُلمة على كُل الأرض. ويصِف لنا الروح القدس أنه في الجحيم هُناك قيود وظلام. «.. في سلاسِل الظلام طرَحَهُم في جهنّم..» 2 بطرس 2: 4
البعد الثاني هو الألم الرهيب. لقد تحمّل الرب ألماً لا يُحتَمَل ومن شدَّتِه صَرَخ وصرّ على أسنانِهِ. ويصِف لنا الكتاب المُقدَّس الجحيم بالكلِمات التالية: «هناك يكون البُكاء وصرير الأسنان» متى 13: 50
البعد الثالث والأخير، هو الإنفِصال عن محبّة الآب. فقد صرخ يسوع بصوت عظيم: إلهي، إلهي لماذا تركتَني. وإن ألم الجحيم هو إدراك الإنسان أن كُل ما هو بحاجة إليه هو محبة الله وهو مُنفَصِل عنها إلى الأبد.
أخي وأُختي رأينا بعض الأوجه التي فيها حمَل الرب على الصليب جُهنَم وعذابِها عنا وذلك لأنه يُحِبُنا. دعونا نتمتع بهذه المحبة اليوم ونعيش حياة الشُكر على هذه النعمة والتكريس عالمين أننا اشتُرينا بثَمن لكي نُمجِد الله بأجسادِنا وأرواحِنا