“الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.” (تي 2: 14)
يُعطينا الوَحي في هذه الآية جوابَين:
أولاً، لكي يَفديَنا مِن كلِّ إثم وَيُزيل حاجز الخطيّة الذي يَفصِلنا عن الله القدّوس الطّاهر. إنَّ الفِداء هو عمليّة الإنقاذ بدفع الثَّمن، أيْ أنَّ المسيح أنقذَنا مِنَ الهلاك الأبديّ مِنْ خِلال دَفعِه ثَمن خَطَايَانا بِجسَده على الصَّليب.وكما كان العبد يَتَحرَّر مِنَ العبوديّة بِدَفع الفِديَة هكذا حرَّرَنا المسيح من الخطيَّة وَسُلطَان الموت وَأَنقَذَنا مِن مَصيرِنا المحتومْ بالهلاك الأبديّ. لَقَد دَفَع يسوع بِجَسَدِه عقاب خطايانا كلّها إذْ افتَدانا مِنْ “كلِّ إثمٍ”. أمّا السَّبَب الثَّاني لِبَذل المسيح لِنَفسِه فَهُو لكي “يُطهِّر لِنَفسِه شعباً خاصّاً غيوراً في أعمال حَسَنَة”. تَظهَر عَظَمَة محبَّة الله لَنَا بِخُطَّته الأزليَّة، فَهُوَ يُطهِّرنا مِنْ خطايانا وَيَجعَلنا شَعبَه الخَاص المفرَز لَه إلى آباد الدُّهور. علينا أنْ نُدرِك مَركزنا الجديد في المسيح وَنَعِيش على مُستَوى دَعوَته المباركة كَشَعبِه الخاص الغَيُور لأمور الله وَقَداسَته وَبِرِّه وَكَنِيسَته وَخِدمَتِه وأعماله الصّالحة التّي أعدّها لَنا بالمسيح يسوع لِكَي نَسلُك فيها.