نسمع الكثير عن بهجة الأعياد، وخاصة في فترة عيد الميلاد. والسبب هو أنّ ولادة الرّب يسوع المسيح في العالم حمل معه ولادة الفرح الحقيقي والبهجة. اليوم الذي فيه ولد فيه المسيح في العالم، أشرق نوره وسط الظلمة، وأعطى رجاء لعالم اليأس، وقدّم الحياة وسط سيادة الموت، وفتح باب الخلاص في عالم الهلاك. يوم ولادة المسيح هو أبهج يوم في تاريخ الإنسان، لأنّه في ذلك اليوم تدخّلت محبة الله لخلاص الإنسان
لذا، عيد الميلاد أصبح مرتبط بالفرح والبهجة. الأسبوع الماضي افتتح كازينو لبنان “القرية الميلاديّة”، وقال ضيف الافتتاح: “أدعو أن تتواصل أيام الفرح”. وكتبت إحدى الصحف: “ثم جال الحضور في أرجاء القرية واضطلعوا على ما تتضمنه من منتجات وأشكال هندسية وأقسام خاصة بعيد الميلاد، تعكس تجسيدا لقيم الفرح والسعادة التي تحملها معاني العيد”. أنا لا أدري كم سيبقى من فرح العيد عندما سيغادر الإنسان كازينو لبنان وهو قد خسر ماله!!! وبالأساس أنا أسأل إن كان هذا الإنسان يفهم معنى ميلاد الرّب يسوع المسيح، ليذهب طلبا للذة والمتعة الوقتيّة في كازينو لبنان
فما هي “البهجة الحقيقيّة في ذكرى الميلاد”؟
عندما ولد المسيح رنّمت الملائكة قائلة: “«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». (لو 2: 14). وفي لوقا 2: 20 بعد أن رأى الرعاة يسوع المولود في مذود بيت لحم، رجعوا إلى ديارهم “… وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ”. ويخبرنا الكتاب المقدّس في قصّة الميلاد عن رجال حكماء جاؤوا من المشرق ليروا يسوع، “فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.” (متى 2: 10و11)
والمشترك بين كل الشخصيات التي نقرأ عنها في حادثة الميلاد هو إنّه ما كان عندهم أجواء العيد وزينة العيد وأضواء العيد وهدايا العيد ولكنّه كانت عندهم بهجة وفرح ولادة الرّب يسوع المسيح مخلص العالم وفادي البشريّة. ما هو سبب هذه البهجة؟ ما هي معوقات هذه البهجة؟ كيف يختبر الإنسان هذه البهجة؟
نقرأ حادثة مجيء المجوس من المشرق في حادثة ميلاد يسوع المسيح كما دوّنت في انجيل متى 2: 1-18
وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ. 13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني». حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بموجودين
كان خبر غريب عندما قرّر المجوس أن يتركوا أرضهم وديارهم ليقوموا برحلة مكلفة جدا، ليعاينوا ولادة طفل في مدينة بيت لحم. وضبوا أغراضهم، جهزوا أنفسهم للسفر، حضروا دوابهم لاجتياز المسافات، حضروا خيامهم ليترحلوا في أراضي غريبة، وودعوا أصحابهم
لماذا كل هذا؟
:لكي تختبر البهجة الحقيقيّة في ذكرى الميلاد عليك أن
أولا. تقبل الإعلان السماوي
على الرغم من أن المجوس من المشرق، هم ليسوا من شعب الرّب. ولكنّ الله سبق وأعلن لهم عن النبوات القديمة بولادة المخلّص. قبل 600 عام، سُبي شعب إسرائيل، وحمل أنبياء أمثال دانيال وغيره، النبوات إلى شعوب أخرى. وفي الوقت المعيّن تعامل الله مع المجوس الذين هم رجال حكماء من المشرق، ليقودهم إلى مكان ولادة يسوع. يقول الكتاب: ” فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ”. نجم مجد الله ظهر في السماء ليقود المجوس إلى مكان ولادة المسيح. وعندما رأوا النجم، قبلوا إعلان الله وتجاوبوا معه. اليوم لدينا إعلان أقوى وأثبت هو الكتاب المقدّس. كتب بطرس الرسول: ” وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ” (2بط 1: 19)
الكتاب المقدس يخبرك من هو يسوع؟ لماذا جاء إلى العالم؟ ماذا يتوقع منك؟ هو السراج المنير. قبولك لإعلان الله وتجاوبك معه، سيدخل البهجة الحقيقيّة إلى قلبك
ثانيا. تتخطى المعوقات البشريّة
عندما وصل المجوس إلى أورشليم تفاجؤوا بجفاف أجواء ولادة الرّب يسوع المسيح. كانوا الوحيدين الذين يبحثون عن مكان ولادة المخلّص. كان يعرف المجوس أنّ أورشليم هي مدينة الملك العظيم وأنها مدينة داود. فجاؤوا إلى أورشليم التي تبعد حوالي 13 كلم عن بيت لحم ليسألوا عن مكان ولادة يسوع. ولكن للأسف، لم يجدوا أي اهتمام بولادة المسيح. “1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ
ولكن أحدا من الناس لم يعرف. وسادت أجواء من الاضطراب من جراء هذا السؤال. لم يكن أحد من الناس ولا هيرودس ولا الكهنة والكتبة ولا رجال الدين، مكترث لحدث ميلاد يسوع. وجد المجوس أنفسهم وحيدين في هذا الاهتمام. وعندما يجد الإنسان نفسه وحيدا، أحيانا كثيرة يعتقد بأنّه على خطأ. نحن نحبّ أن نسير مع الأكثريّة، ونحب أن نرضي الجميع، ونتأثر بالآخرين
ولكن عليك أن تعرف أن اتباع المسيح ليس للأكثريّة. المسيح قال: “مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!” (متى 7: 14)
وإن كنت لا تتخطى المعوقات البشريّة، وتأثير الناس على حياتك، لن تختبر بهجة وفرح ولادة الرّب يسوع المسيح
:سيواجهك ثلاثة أنواع من الناس يجب أن تتخطاهم
“الناس غير المبالين بمخطط الله لحياتهم: “3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَه
توجد أعداد وفيرة من الناس اليوم غير مبالين بمخطط الله لحياتهم. يعيشون حياتهم الروحيّة بغير مبالاة إذ يتأثرون بالأجواء السائدة من حولهم. عندما اضطرب هيرودس، اضطربوا معه. أشخاص لا هم في حياتهم سوى بما يأكلون وما يشربون. لا تستطيع أن تختبر عمل الله بحياتك وأنت غير مبالٍ
المعادين ليسوع المسيح أمثال هيرودس: ” فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». لم تكن نوايا هيرودس طاهرة تجاه ولادة المسيح، بل معادية حتى الإجرام والقتل
رجال الدين المنتفعين من الدين بالسلطة والمال: “فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ”. اهتمام معظم رجال الدين والكهنة في أيامنا، وللأسف، لم يعد بالله بل بالسلطة والمال
ثالثا. تعرف حقيقة يسوع المسيح المجيدة
لم يحجب الله عن المجوس حقيقة المسيح. لذلك جاؤوا لكي يسجدوا له. “فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ” . لقد أعلن الرّب للمجوس بطريقة من الطرق ثلاثة حقائق جوهريّة عن شخص المسيح
الحقيقة الأولى: طبيعة المسيح اللاهوتيّة – أهميّة الخلاص –
الحقيقة الثانية: وساطة المسيح الشفاعيّة – قوّة الخلاص –
الحقيقة الثالثة: فداء المسيح الكفاري – ضمان الخلاص –
“جاء المجوس أمام المسيح وقدموا له ثلاثة هدايا بناء على إعلان الله لهم. “ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا
الهديّة الأولى كانت الذهب = إشارةً إلى لاهوت المسيح. لكي تخلص عليك أن تعرف أن الله أحبك محبة عظيمة وهو بذاته أخلى السماء وجاء لكي يخلصك. المسيح لا يشبه أحد آخر في العالم. كان عندهم تمييز بين يسوع وبين هيرودس فلم يسجدوا لهيرودس مع أنه ملك بشري ولكنّهم سجدوا ليسوع. عندما دخل المجوس إلى محضر يسوع الطفل، كانت مريم أم يسوع واقفة هناك. أما هم فسجدوا له. كان عندهم تمييز بين المسيح وبين مريّم أمّه. يسوع هو ربّ المجد، هو خالق الكون، هو سيد الحياة سيد الأبديّة. هو عمانوئيل الذي يعني الله معنا. مكتوب عنه “عجيبا مشيرا الها قديرا أبا ابديا رئيس السلام.” هو ملك الملوك ورب الأرباب، هو الألف والياء هو البداية والنهاية
الهدية الثانية كانت لبان = إشارةً إلى دوره الكهنوتي. رئيس الكهنة في العهد القديم كان الوسيط بين الله والإنسان. كان يرمز دوره للرّب يسوع المسيح. دور الكاهن في العهد القديم وُجد لأنّ الإنسان الخاطئ لا يستطيع أن يقترب من الله القدوس. كان دور الكاهن هو أن يتوسط بين الله والناس. كان دوره يرمز إلى المخلّص الذي سيقف بينك وبين الله. قدموا اللبان بالإشارة إلى دوره كوسيط بينك وبين الله. هذا هو دور المسيح اليوم أن يتوسط بينك وبين العدالة الإلهيّة. أن يكون هو شفيعك. أنت تحتاج إلى شفيع ووسيط قادر أن يخلصك
ومن هو هذا الشفيع؟ آدم؟ أخطا. موسى؟ أخطأ. داود؟ أخطأ. كل البشر أخطأوا. الكتاب يقول: ” إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (رو 3: 23). تجسد المسيح لكي يكون وسيط قادر على الوساطة والشفاعة. سيدخل الفرح إلى قلبك عندما تعرف أن شفيعك قادر ووسيطك أهل بأن يتمم مهمّة الخلاص
الهديّة الثالثة كانت مرّا = إشارةً إلى عذاب وآلام الرّب يسوع المسيح. المرّ يشير إلى فداء المسيح الكفاري
رابعا. تقبل المسيح ربّا ومخلصا على حياتك
فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا
المجوس الذين نقرأ عنهم هنا هم حكماء المشرق. هم نخبة المجتمع. جماعة المجوس كانوا علماء بالعلوم والفلك والطب. أمامنا رجال عظماء وحكماء جاؤوا وسجدوا للمسيح. قبلوا كل ما أعلن عنه لهم عن المسيح. الكتاب المقدّس يعلن عن أن المسيح هو الله الذي تجسد لخلاصك. وعن أن الخلاص مرتبط بقبولك المسيح ربّا ومخلصا على حياتك
:هذا يتطلّب منك
التواضع والتوبة – تعترف أمام المسيح بخطاياك
تذكّر أن المسيح هو الله – وأمامه عليك أن تنكسر عن كبريائك وتعلن توبتك عن خطاياك
الإيمان بالمسيح المخلّص – تؤمن بالمسيح مخلصا على حياتك
تذكّر أن المسيح هو الوسيط والشفيع القادر أن يخلّصك
تقبل نعمة الخلاص التي يعطيها الله لك بالمسيح يسوع
تذكّر أن المسيح على الصليب دفع ثمن خطاياك عندما افتداك بعذاب الصليب
:كل ما عليك أن تفعله هو أن تقبل هديّة الخلاص
مكتوب: “مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ” (رو 3: 24)
كل ما عليك أن تفعله هو أن تسجد أمام المسيح وتطلب غفران خطاياك بالإيمان. أن تقف أمام المسيح معترفا بخطاياك وطالبا غفرانه وربوبيّته على حياتك. في هذه اللحظة تختبر قوّة غفران دم المسيح = هذه هي البهجة الحقيقيّة. كما عندما يكون الإنسان مجرما ذاهبا إلى الإعدام = وثم يأتيه العفو
:عن هذه اللحظة التي فيها تختبر عطيّة الحياة الأبديّة
يقول الكتاب المقدّس: “لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رو 6: 23). يعطيك الرّب الحياة الأبديّة كهدية وهبة منه = هذه هي البهجة الحقيقيّة. أن نحن الذين نستحق الموت والعذاب، تتغيّر أبديّتنا ونصبح من وارثي الحياة الأبديّة. هذه هي البهجة الحقيقيّة. قال الملاك: “ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنّه ولد لك اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرّب”. المخلص ولد. ولكن هل صار مخلّصك؟ فرح ولادة المسيح يصبح فرحك عندما تقبله بالإيمان مخلصا على حياتك
خامسا. تعيش حياة الشركة المباركة مع الرّب
.بهجة ميلاد الرّب يسوع المسيح هي ليست مناسبة سنويّة ولكنّه اختبار يومي في حياة الإنسان المؤمن
بهجتك وسعادتك، أيها المؤمن، هما في محضر الرّب وفي الشركة مع الرّب. الشركة مع الرّب تتطلّب الوقت تصرفه معه وفي خدمته ومع شعبه وفي حياة البشارة
فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.” عبادة الرّب قبل الخلاص قصاص – أما عبادة الرّب بعد اختبار الخلاص فهي ألذّ متعة في حياة الإنسان. كتب بولس الرسول قائلا: “اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا.” (في 4: 4)
إذا كنت تريد، أيها المؤمن، أن تختبر فرح الرّب، وبهجة المسيح، عليك أن تعيش بمحضره. أعطِ العبادة مكانة أولى في حياتك، لأن فرحك وقوّتك وسلامك وفيض عمل الروح القدس في داخلك مرتبط بعبادتك
.في الختام، المجوس سجدوا وفرحوا … هيرودس عرف ورفض واقترف واحدة من أفظع الجرائم بالتاريخ البشري
بمناسبة ولادة الرّب يسوع المسيح قتل هيرودس أطفال بيت لحم من ابن سنتين وما دون. أفظع جريمة بالتاريخ البشري. رفض الإنسان للمسيح يُحدِث مآسي. قد لا ترتكب جريمة بحق الآخرين، ولكن رفضك للمسيح وسيطرة الخطيّة على حياتك هي أكبر جريمة بحق نفسك. جاء المسيح لكي يخلّصك … هل خلّصك؟
هل تستطيع أن تقول اليوم: “أنا مخلّص بدم بالمسيح لأني في التاريخ الفلاني … عرفت من هو يسوع المسيح وسجدت عند قدميه طالبا خلاصه؟” مكتوب في الكتاب المقدّس: “فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ .” (2كو 6: 2)
“. اليوم هو يوم خلاص … اليوم تستطيع أن تفتح صفحة جديدة في حياتك، عنوانها “المسيح مخلصي
اليوم تستطيع أن تختبر بهجة الخلاص وغفران الخطايا والحياة الأبديّة مع المسيح