يوجد نوعان من العلاقات في حياتنا. نوع العلاقات الأول هو علاقات الصداقة والرفقة التي غالبا ما تكون خالية من الالتزامات والمسؤوليّة. والنوع الثاني من العلاقات هو علاقات العمل التي فيها يشعر الإنسان بالمسؤوليّة والالتزام. نحن نحبّ النوع الأوّل من العلاقات … لأنها مريحة ومتفهّمة، ونتهرّب من النوع الثاني من العلاقات. عندما يخاطبنا ربّ العمل، غالبًا ما يعني أن يوجد أمر غير صحيح يجب تصحيحه
في علاقتنا مع الرّب هناك مسؤوليّة … الكثير من الناس يرون الله كسيّد قاسي لديه متطلبات. لذلك يعيش الإنسان في هروب من الله. المؤمن أيضا يشعر بمسؤوليّة تجاه الله. لكن في الوقت عينه، يتمتّع المؤمن بالنوع الأول من العلاقة مع الرّب التي هي الشركة المبنية على متعة الرفقة والتفهّم والقبول. ونظن أحيانا أنّه إن كان كل شيء على ما يرام فنحن لا نحتاج إلى الشركة مع الرّب … لأنّ كل شيء تمام؛ نحن بالخدمة ونتجنّب الخطيّة ونحاول أن نرضي الرّب. هل هذا يغنينا عن الشركة مع الرّب؟
نقرأ في الكتاب المقدّس عن رجل اسمه يشوع. هو من أدخل شعب الرّب إلى ارض الموعد. كان في مرحلة تكريس ونهضة … عندما ظهر الرّب له وكان له مع الرّب لقاء مميّز. ماذا الذي سبق هذا اللقاء؟ وما هي أسبابه؟ وما هي نتائجه؟
هذا ما يكتبه لنا الوحي في يشوع 5: 13-16، فدعونا نفتح كتبنا المقدسة، “13وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ يَشُوعُ عِنْدَ أَرِيحَا أَنَّهُ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ، وَإِذَا بِرَجُل وَاقِفٍ قُبَالَتَهُ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ. فَسَارَ يَشُوعُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعدَائِنَا؟» 14فَقَالَ: «كَلاَّ، بَلْ أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ. الآنَ أَتَيْتُ». فَسَقَطَ يَشُوعُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ، وَقَالَ لَهُ: «بِمَاذَا يُكَلِّمُ سَيِّدِي عَبْدَهُ؟» 15فَقَالَ رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ لِيَشُوعَ: «اخْلَعْ نَعْلَكَ مِنْ رِجْلِكَ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ هُوَ مُقَدَّسٌ». فَفَعَلَ يَشُوعُ كَذلِكَ
أولا. ماذا سبق هذا اللقاء؟
:الطاعة للوصايا
الختان –
الفصح –
:تحمل المسؤوليّة
أكلوا من غلّة الأرض – انقطع المنّ
ثانيا. ماذا جرى في هذا اللقاء؟
:جهوزيّة يشوع
“يشوع عند أريحا مكان المعركة – سؤاله العظيم: “هل لنا أنت أو لأعدائنا؟
خضوع يشوع للرب وطلب وجهه – طاعة يشوع الفورية
:حضور الرب
حضور الرب بهيئة محارب – تعريفه عن نفسه – طلب الرب إلى يشوع
“اخلع نعلك من رجلك، لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس”
ثالثا. ماذا حدث بعد هذا اللقاء؟
:تحقيق مشيئة الرب
امتلكوا الأرض – هيبة وقعت الرب على الشعوب
:نصرة شعب الرب
المطلوب من الشعب هو الحضور – والسير بإيمان وبطاعة
سقطت الأسوار وتحققت النصرة
في الختام، حياتنا مع الرّب هي مزيج من رفقة ومسؤوليّة. ولذلك نحن نحتاج إلى لقاءات مميزة مع الرّب
اللقاءات المميزة مع الرّب هي التي ترسخ علاقتنا مع الرّب وتعطينا الدفع للاستمرارية المباركة في حياة الإيمان