الصلاة أساسية في حياة المؤمن لأنّ الصلاة هي أوكسيجين الحياة الروحيّة. لا توجد حياة روحيّة صحيحة مع الرّب بدون صلاة. والصلاة الصحيحة هي تلك المبنيّة على أساس التبني: “أبانا الذي في السماوات”. الصلاة الصحيحة تتمحور حول شخص الله ومشيئته: “ليتقدس اسمك ليأتِ ملكوتك ولتكن مشيئتك
ولكن السؤال الذي يُطرَح: “هل من الخطأ أن نصلي لأجل حاجاتنا الماديّة؟ هل من الخطأ أن نصلي لأجل أكلنا وشربنا ومتطلبات حياتنا؟” وفي هذا السياق قد يقع الإنسان المؤمن في خطأ من خطأين
الخطأ الأوّل هو أن تتركز كل صلاته حول حاجاته الماديّة
والخطأ الثاني هو أن يتجاهل المؤمن الصلاة لأجل حاجاته الماديّة والزمنيّة تحت حجة أن هذه الأمور هي غير روحيّة وتدل على قلّة إيمان وثقة بالرّب
.لكن ماذا يقول الكتاب المقدس حول هذا الموضوع؟ نجد الجواب في تعليم الرّب يسوع المسيح عن الصلاة
.من خلال الصلاة الربانيّة التي أعطاها المسيح في الموعظة على الجبل، نرى فكر الرّب حول هذا الموضوع
نقرأ من كلمة الرّب ما جاء في متى 6: 11 “خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ
“…أولا. علينا أن نصلي لأجل حاجاتنا الزمنيّة: “خبزنا
خبزنا، هنا، تشير إلى حاجاتنا الزمنيّة. الخبز هو عنصر الطعام الأساسي في وجبات الطعام. والله يريد منك أن تصلي لأجل خبزك اليومي. هذا يشمل عملك الذي هو مصدر طعامك في أيامنا الحاليّة. كما يريد منك أن تصلي من أجل عملك والطريقة التي فيها تسدد حاجاتك الماديّة
“ثانيا. علينا أن نصلي باكتفاء لأجل حاجاتنا الزمنيّة: “كفافنا
هناك فرق بين من يصلي لأجل عمله لكي يأكل وبين من يصلي من أجل عمله لكي يغتني. الرّب يريدنا أن نصلي باكتفاء – ليس للغنى أو للشهرة أو للمجد الزمني الزائل. نتذكّر قصّة الغني الغبي الذي أخصبت كورته، قائلًا: “أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي!” (لو 12: 18و19). علينا أن نصلي بكفاية وليس بطمع
“ثالثا. علينا أن نصلي بثقة لأجل حاجاتنا الزمنيّة: “أعطنا
علينا أن نصلي بثقة ونطلب من الرّب. عندما نصلي لأجل طعامنا لا نقول للرّب “لتكن مشيئتك …”، لأن مشيئته هو أن يعطينا، لذا نحن نتقدّم بثقة طالبين من الرّب أن يعطينا.نحتاج إلى الثقة بالرّب بأنه سوف يعطينا طعامنا اليومي …”لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ .” (متى 6: 33)
“رابعا. علينا أن نصلي بإيمان لأجل حاجاتنا الزمنيّة: “اليوم
دائمًا السؤال يكون، ماذا عن الغدّ؟ الرّب يريدك أن تثق به للغد. “فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.” (متى 6: 34). أتطرق إلى مثل قصة الأولاد الأيتام بعد حرب كوريا الجنوبيّة. فكانوا على الرغم من أنهم كانوا يأكلون، لكنّهم كانوا قلقين، إذ لم يكن لهم الإيمان بأنّهم سيأكلون في اليوم التالي. أخيرًا، قرر مدير الميتم أن يضع الخبز في يد الولد عندما ينام حتى يزيل قلقه. علينا أن نطلب من الله حاجة اليوم، بيقين أنه سيسدد حاجة الغد بالإيمان
في الختام، الرّب يوصينا بأن نصلي لأجل حاجاتنا الزمنيّة