يوم ولادة الرّب يسوع المسيح هو اليوم الذي فيه ولد رجاء العالم. في هذا العالم المليء باليأس والفشل والألم، ولد مخلّص هو المسيح الرّب. نعم جاء يسوع لكي يغيّر حياتك، وينقلك لحياة فيها رجاء وبهجة وسلام. خلال حديثي مع أحد الأشخاص عن الرّب، قال لي: “انا احسدك على السلام الذي تعيش فيه، هذه نعمة الهيّة أُعطيت لك .. .”. وهي بالطبع نعمة إلهيّة، ولكنّها ليست محصورة بشخص وليست محددة لشخص، وليست ممنوعة ومحجوبة عن آخرين. تجسّد المسيح هو تجسّد نعمة الله لكلّ إنسان. يقول الكتاب المقدّس: “لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ”(تي 2: 11)
السؤال المطروح هو: كيف ظهرت نعمة الله في حدث الميلاد، وكيف تعمل نعمة الله في حياة الإنسان؟
بغيتنا فهم ما يعنيه ميلاد المسيح ومعرفة كيف يمكننا أن نختبر عمل نعمة الله في حياتنا. للإجابة على هذه الأسئلة المهمّة، علينا أن نعود لإعلان الله عن حدث ولادة الرّب يسوع المسيح، إلى اليوم الذي جاء فيه الملاك جبرائيل إلى العذراء مريم ليبشّرها بولادة المسيح. هناك سمعت مريم عن نعمة الله واختبرت عمل تلك النعمة في حياتها. و لنا دروس للتّعلّم من تلك الحادثة المليئة بالإعلانات العظيمة عن نعمة الله في حدث ميلاد المسيح
: في لوقا 1: 26-38 يقول الوحي
“26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. 28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». 29فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:«مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» 30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».34 فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، 37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ
:لقد ظهرت نعمة الله العظيمة في حدث الميلاد من خلال
:أولا. ولادة المسيح المعجزيّة
تظهر نعمة الله في حدث الميلاد، بولادة غير اعتياديّة لمولود غير اعتيادي. فقد ولد يسوع المسيح من فتاة عذراء لم تعرف رجلا.“26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. … 30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. …34 فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» كان الله قد سبق وأعلن بالنبوات هذه العلامة الفارقة التي سوف تميّز مخلّص العالم. فقد أعلن الرّب على فم إشعياء النبي قائلًا: “وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيل».” (أش 7: 14)
لقد كان حدث ولادة الرّب يسوع المسيح معجزةً حقّقها الروح القدس في أحشاء مريم العذراء، “35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ
.في ولادة المسيح تدخلَ الله بقوّةٍ معجزيّةٍ لكي يحقق هذا الهدف. المولود يسوع هو عطيّة الله للبشريّة.هو القدوس المولود. قبله لم ي قدوس في العالم !فهو ابن الله! إنّ ولادة يسوع المسيح من عذراء بقوّة الروح القدس، هو عمل نعمة إلهيّة جعلت القدوس الذي يدعى ابن الله يتجسّد ويولد في العالم
:ثانيا. وضوح الخطّة الإلهيّة
لقد كان حدث ولادة المسيح مفاجئًا بالنسبة إلى مريم ويوسف والرعاة ولكلّ من سمع بالخبر. ولكنّه لم يكن حدثًا مفاجئًا بالنسبة لله. فالله كان قد سبق وخطّط لهذا الأمر. إنّ تجسّد المسيح هو ضمن خطّة إلهيّة متكاملة. فلنلاحظ سرد الأحداث. قبل ستّة أشهر، ظهر جبرائيل الملاك لينبئ لزكريّا بخبر ولادة يوحنا المعمدان. وبعد ستّة اشهر جاء جبرائيل الملاك مرسلاً من الله ليعلن عن ولادة المسيح. “26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. “كما ارتبطت ولادة يسوع المسيح بهدف الولادة. قال الملاك لمريم، “31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.” كان الرّب قد اعلن ليوسف ايضا عن ولادة يسوع قائلا: “فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.” (متى 1: 21). وعندما ظهر الملاك للرعاة بَشّرهم قائلًا: “لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.” (لو 2: 10و11)
تجسُد الرّب يسوع المسيح هو جزء من مخطّط إلهي عظيم. هذا المخطّط لا يتوقّف فقط عند الفداء ولكنّه مرتبط بمستقبل عظيم. وهذا ما اعلنه الوحي لمريم في ذلك اليوم بحسب العدد 32 قائلا: “هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، “33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ.” مخطط الله المبارك يتمحوّر حول المسيح ربّ المجد. ولكنّه لا ينتهي بولادة المسيح ولكن بتتويجه ملكًا أبديًّا. وهذا مرتبط بمخطّط عظيم وبوعود ونبوات
لدى الله، بالمسيح، خطّة عظيمة، تنبّأ عنها في القديم وتحقّقت بتجسّد المسيح وهي مستمرّة نحو الملْك المستقبلي وغلبة المسيح النهائيّة إلى أبد الآبدين مع شعبه المخلّص. سؤال مهمّ علينا أن نطرحه على أنفسنا: هل نحن في مخطط الله؟ نعمة الله العظيم بالمسيح توضّح لكلّ واحد منّا مخطّط الله. الله في المسيح يدعوك لتكون في مخطّطه، أي في مشيئته
:ثالثا. تعاملاته مع نفوس عاديّة
.نعمة الله موجّهة نحو أشخاص عاديّين كمريم ويوسف. نقرأ عن تعاملات الله بحياة فتاة اسمها مريم
.لقد كانت مريم فتاة عاديّة تعيش في قرية وضيعة في الجليل اسمها ناصرة. كانت مريم تعيش عاديّة. كانت عادية أيضًا لما قرّر الله أن يتدخل في حياتها كانت “عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.” كانت هذه المرّة الأولى التي يظهر إليها ملاك ويكلمها. والسبّب، هو أن الله قرّر أن يُظهر نعمته العظيمة لها. قال الملاك لها: “سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ
أمّا ردّة فعلها فكانت، “29فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:«مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!»” لم تكن تتوقّع أن يحدث معها هذا الأمر. إنّما تظهر نعمة الله لها باعلان الملاك لها: “لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.” لكن لم تتوقّف تعاملات الله على مريم بل شملت أيضًا يوسف وأليصابات
“36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، 37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». نعمة الله تعمل في حياة اناس عاديّين يتجاوبون بالخضوع والطاعة مع تعاملات الرّب
.”فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ
:رابعا. تعاملاته الآنيّة
لن تكون حياة مريم بعد هذه الحادثة كحياتها قبل هذه الحادثة. فعندما يعمل الله في حياة الإنسان يغيّر واقعه الحالي. اعلن الرّب ذاته لمريم العذراء. ولد المسيح من مريم العذراء. أصبحت مباركة في النساء. واجهت تحديات جديدة في حياتها. أخذت قوّة وتشجعت بالرّب. نعمة الرّب هي نعمة عاملة في حياتنا. قال الملاك لمريم العذراء: “سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».” لنلاحظ ردة فعلها: 29فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:«مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ
وتشجيع الله لمريم:”30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ .” ما حدث مع مريم كان عمل نعمة الله في حياتها. عندما نتحدث عن عمل نعمة الله نعني هبةً لا يستحقها الإنسان. فنحن لا نستحق تعاملات الله معنا. أعطى الرّب مريم مهمّة محدّدة بالنعمة، “31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».34 فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.” اعطاها نعمة الخدمة، واعطاها نعمة القوة الإلهيّة لتحقق مهمتها. نعمة الله عظيمة وهي نعمة عاملة. وأليصابات أيضًا تغيّرت حياتها بسبب تعاملات الله معها. “36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا
ولكن ما هو المفتاح؟ المفتاح هو الخضوع والطاعة للرّب.38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ. “كل ما علينا القيام به هو أن نطيع الرّب وأن نخضع له. هذا ما فعَلَته القديسة مريم العذراء.“هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ”، التكريس ليس بكثرة الكلام ولكن بالتواضع القلبي وبالانكسار امام الرّب. بكلمات قليلة قبل شاول الطرسوسي عمل نعمة الله قائلا: “فَقَاَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ:«يَارَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟” (أع 9: 6)
.لقد غيّر الله حياة أليصابات. أيام أليصابات بعد اختبار ولادة يوحنا مختلفة عن أيّامها التي سبقت ولادته
قالت أليصابات عن هذا الاختبار، “هكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ، لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ .” (لو 1: 25)
.تتدخل نعمة الرّب في حياتنا الراهنة لكي تنزع عارنا من بين الناس. هذه هي نعمة الله
.”الله يتعامل مع اولاده بطرق معجزيّة في حياتهم الراهنة، 37″لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ
.هذا الاختبار كان أساس التغيير الذي حصل في حياة شاول الطرسوسي والذي حوله إلى بولس
نعمة الله تغيّر حياتك. إفتح قلبك لتعيش بالنعمة …إخضَع للرّب وخفّف من الكلام غير المثمر وأكثِر من الخضوع والطاعة …كتب بولس عن حياته مع المسيح قائلا:”وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً، بَلْ أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَلكِنْ لاَ أَنَا، بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي .” (1كو 15: 10)
.تجسُّد المسيح ينقلك لحياة تعيش فيها ايامك الباقية في العالم بنعمة الله ولمجد الله وبقوّة الله وبفرح الله. له كل المجد
:خامسا. تغييره لمصير الأبديّة
.هدف نعمة الله العظيمة تغيير مصير الإنسان الأبدي. التغيير الحالي مهمّ ولكنّ تغيير المصير الأبدي هو الأهمّ
.لقد تدخل الله في التاريخ البشري لكي يغيّر المعادلة الروحيّة ويمنح الإنسان الرجاء الأبدي
لقد تجسد المسيح لهدف الخلاص:”31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ”. “فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ” (متى 1: 21)”لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا” (أع 10: 43). نعم، تجسد المسيح لكي يغيّر حياتك الأبديّة ويعطيك غفران الخطايا ومكان أبدي تعيش فيه مع الرّب إلى الأبد. لقد تجسد المسيح لكي يكون ملكًا أبديًّا. 32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». المسيح هو الملك الأبدي … أتريد الحياة الأبديّة؟ يسوع هو طريق الحياة الأبديّة
.هذه هي نعمة الله … ليس أنّنا نستحقّ الحياة الأبديّة، ولكن أنّ هو قدّمها لنا مجانًا بنعمته
في الختام، المسيح يسوع تجسّد لكي يغيّر في واقعك وابديّتك. النعمة هي هبة لا نستحقّها … ولكنّها متوفرة لنا بناءً على كرم المنعم. الله أنعم عليك بمخلّص ولد، ومات وقام لكي يفديك ويغفر خطاياك ويعطيك الحياة الأبديّة. أنعم الله عليك بفرصة تغييرك بنعمته وإعطاء معنى جديد لحياتك، بالخدمة وببنيان كنيسته ونشر إنجيله. نعمة الله لن تعمل فيك رغمًا عنك، ولكنّها ستعمل انسجامًا مع قرارك
مريم اتخذت قراراها … أليصابات اتخذت قراراها … يوسف اتخذ قراراه … و أنت، هل اتخذت قراراك؟