“وكانت سحابة تظللهم. فجأة صوتٌ من السحابة قائلاً:”هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا.” (مر 7:9)
أراد المسيح أن يكشف لتلاميذه المقربين منه بطرس ويوحنا ويعقوب هويته الحقيقية، فأخذهم إلى الجبل
حيث كان اللقاء المبارك مع الأب السماوي. وسمع التلاميذ صوت الأب يعلن ويقول عن يسوع:” هذا هو ابن
الحبيب. له اسمعوا.” كان يعلم يسوع أنا تلاميذه لن يستطيع أن يحيوا روحياً وأن ينمو في حياة الإيمان وأن
يخدم خدمة مرضية بدون المعرفة الصحيحة لهويته وطبيعته. فيسوع لا يشبه موسى ولا يشبه إليليا ولا أي
انسان آخر، إذ هو الله الابن الذي ظهر في الجسد. كان يجب أن يعرف التلاميذ فرادة طبيعة المسيح التي تؤهله
لأن يكون مخلص للعالم. فما عجز عن فعله موسى وإيليا وجميع أنبياء العهد القديم سيفعله يسوع بموته
وقيامته. وليس ذلك فقط بل بشخصه الفريد سوف يكون مع المؤمنين في كل لحظة من حياتهم وسوف يسهر
على الكنيسة عروسته المجيدة،وسيكون حاضراً في نشر الإنجيل حول العالم في كافة العصور. هذا أصبح
مستطاع لأن المسيح هو الله. لذا من الضرورة أن ينمو المؤمن في معرفة المسيح كل يوم من خلال الشركة
المباركة مع الله من خلال الكلمة والصلاة لكي يختبر قوته في حياته.