رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
1 بولس، المدعوّ رسولا ليسوع المسيح بمشيئة الله، وسوستانيس الأخ،
2 إلى كنيسة الله الّتي في كورنثوس، المقدّسين في المسيح يسوع، المدعوّين قدّيسين مع جميع الّذين يدعون باسم ربّنا يسوع المسيح في كلّ مكان، لهم ولنا:
3 نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرّبّ يسوع المسيح.
4 أشكر إلهي في كلّ حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح،
5 أنّكم في كلّ شيء استغنيتم فيه في كلّ كلمة وكلّ علم،
6 كما ثبّتت فيكم شهادة المسيح،
7 حتّى إنّكم لستم ناقصين في موهبة ما، وأنتم متوقّعون استعلان ربّنا يسوع المسيح،
8 الّذي سيثبتكم أيضا إلى النّهاية بلا لوم في يوم ربّنا يسوع المسيح.
9 أمين هو الله الّذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربّنا.
10 ولكنّني أطلب إليكم أيّها الإخوة، باسم ربّنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد،
11 لأنّي أخبرت عنكم يا إخوتي من أهل خلوي أنّ بينكم خصومات.
12 فأنا أعني هذا: أنّ كلّ واحد منكم يقول: «أنا لبولس»، و«أنا لأبلّوس»، و«أنا لصفا»، و«أنا للمسيح».
13 هل انقسم المسيح؟ ألعلّ بولس صلب لأجلكم، أم باسم بولس اعتمدتم؟
14 أشكر الله أنّي لم أعمّد أحدا منكم إلاّ كريسبس وغايس،
15 حتّى لا يقول أحد إنّي عمّدت باسمي.
16 وعمّدت أيضا بيت استفانوس. عدا ذلك لست أعلم هل عمّدت أحدا آخر،
17 لأنّ المسيح لم يرسلني لأعمّد بل لأبشّر، لا بحكمة كلام لئلاّ يتعطّل صليب المسيح.
18 فإنّ كلمة الصّليب عند الهالكين جهالة، وأمّا عندنا نحن المخلّصين فهي قوّة الله،
19 لأنّه مكتوب: «سأبيد حكمة الحكماء، وأرفض فهم الفهماء».
20 أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين مباحث هذا الدّهر؟ ألم يجهّل الله حكمة هذا العالم؟
21 لأنّه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة، استحسن الله أن يخلّص المؤمنين بجهالة الكرازة.
22 لأنّ اليهود يسألون آية، واليونانيّين يطلبون حكمة،
23 ولكنّنا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا: لليهود عثرة، ولليونانيّين جهالة!
24 وأمّا للمدعوّين: يهودا ويونانيّين، فبالمسيح قوّة الله وحكمة الله.
25 لأنّ جهالة الله أحكم من النّاس! وضعف الله أقوى من النّاس!
26 فانظروا دعوتكم أيّها الإخوة، أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون أقوياء، ليس كثيرون شرفاء،
27 بل اختار الله جهّال العالم ليخزي الحكماء. واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء.
28 واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود،
29 لكي لا يفتخر كلّ ذي جسد أمامه.
30 ومنه أنتم بالمسيح يسوع، الّذي صار لنا حكمة من الله وبرّا وقداسة وفداء.
31 حتّى كما هو مكتوب: «من افتخر فليفتخر بالرّبّ».
1 وأنا لمّا أتيت إليكم أيّها الإخوة، أتيت ليس بسموّ الكلام أو الحكمة مناديا لكم بشهادة الله،
2 لأنّي لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم إلاّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوبا.
3 وأنا كنت عندكم في ضعف، وخوف، ورعدة كثيرة.
4 وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانيّة المقنع، بل ببرهان الرّوح والقوّة،
5 لكي لا يكون إيمانكم بحكمة النّاس بل بقوّة الله.
6 لكنّنا نتكلّم بحكمة بين الكاملين، ولكن بحكمة ليست من هذا الدّهر، ولا من عظماء هذا الدّهر، الّذين يبطلون.
7 بل نتكلّم بحكمة الله في سرّ: الحكمة المكتومة، الّتي سبق الله فعيّنها قبل الدّهور لمجدنا،
8 الّتي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدّهر، لأن لو عرفوا لما صلبوا ربّ المجد.
9 بل كما هو مكتوب: «ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان: ما أعدّه الله للّذين يحبّونه».
10 فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لأنّ الرّوح يفحص كلّ شيء حتّى أعماق الله.
11 لأن من من النّاس يعرف أمور الإنسان إلاّ روح الإنسان الّذي فيه؟ هكذا أيضا أمور الله لا يعرفها أحد إلاّ روح الله.
12 ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الرّوح الّذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله،
13 الّتي نتكلّم بها أيضا، لا بأقوال تعلّمها حكمة إنسانيّة، بل بما يعلّمه الرّوح القدس، قارنين الرّوحيّات بالرّوحيّات.
14 ولكنّ الإنسان الطّبيعيّ لا يقبل ما لروح الله لأنّه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنّه إنّما يحكم فيه روحيّا.
15 وأمّا الرّوحيّ فيحكم في كلّ شيء، وهو لا يحكم فيه من أحد.
16 «لأنّه من عرف فكر الرّبّ فيعلّمه؟» وأمّا نحن فلنا فكر المسيح.
1 وأنا أيّها الإخوة لم أستطع أن أكلّمكم كروحيّين، بل كجسديّين كأطفال في المسيح،
2 سقيتكم لبنا لا طعاما، لأنّكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الآن أيضا لا تستطيعون،
3 لأنّكم بعد جسديّون. فإنّه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق، ألستم جسديّين وتسلكون بحسب البشر؟
4 لأنّه متى قال واحد: «أنا لبولس» وآخر: «أنا لأبلّوس» أفلستم جسديّين؟
5 فمن هو بولس؟ ومن هو أبلّوس؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما، وكما أعطى الرّبّ لكلّ واحد:
6 أنا غرست وأبلّوس سقى، لكنّ الله كان ينمي.
7 إذا ليس الغارس شيئا ولا السّاقي، بل الله الّذي ينمي.
8 والغارس والسّاقي هما واحد، ولكنّ كلّ واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه.
9 فإنّنا نحن عاملان مع الله، وأنتم فلاحة الله، بناء الله.
10 حسب نعمة الله المعطاة لي كبنّاء حكيم قد وضعت أساسا، وآخر يبني عليه. ولكن فلينظر كلّ واحد كيف يبني عليه.
11 فإنّه لا يستطيع أحد أن يضع أساسا آخر غير الّذي وضع، الّذي هو يسوع المسيح.
12 ولكن إن كان أحد يبني على هذا الأساس: ذهبا، فضّة، حجارة كريمة، خشبا، عشبا، قشّا،
13 فعمل كلّ واحد سيصير ظاهرا لأنّ اليوم سيبيّنه. لأنّه بنار يستعلن، وستمتحن النّار عمل كلّ واحد ما هو.
14 إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة.
15 إن احترق عمل أحد فسيخسر، وأمّا هو فسيخلص، ولكن كما بنار.
16 أما تعلمون أنّكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟
17 إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله، لأنّ هيكل الله مقدّس الّذي أنتم هو.
18 لا يخدعنّ أحد نفسه. إن كان أحد يظنّ أنّه حكيم بينكم في هذا الدّهر، فليصر جاهلا لكي يصير حكيما!
19 لأنّ حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله، لأنّه مكتوب: «الآخذ الحكماء بمكرهم».
20 وأيضا: «الرّبّ يعلم أفكار الحكماء أنّها باطلة».
21 إذا لا يفتخرنّ أحد بالنّاس! فإنّ كلّ شيء لكم:
22 أبولس، أم أبلّوس، أم صفا، أم العالم، أم الحياة، أم الموت، أم الأشياء الحاضرة، أم المستقبلة. كلّ شيء لكم.
23 وأمّا أنتم فللمسيح، والمسيح لله.
1 هكذا فليحسبنا الإنسان كخدّام المسيح، ووكلاء سرائر الله،
2 ثمّ يسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينا.
3 وأمّا أنا فأقلّ شيء عندي أن يحكم فيّ منكم، أو من يوم بشر. بل لست أحكم في نفسي أيضا.
4 فإنّي لست أشعر بشيء في ذاتي. لكنّني لست بذلك مبرّرا. ولكنّ الّذي يحكم فيّ هو الرّبّ.
5 إذا لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتّى يأتي الرّبّ الّذي سينير خفايا الظّلام ويظهر آراء القلوب. وحينئذ يكون المدح لكلّ واحد من الله.
6 فهذا أيّها الإخوة حوّلته تشبيها إلى نفسي وإلى أبلّوس من أجلكم، لكي تتعلّموا فينا: «أن لا تفتكروا فوق ما هو مكتوب»، كي لا ينتفخ أحد لأجل الواحد على الآخر.
7 لأنّه من يميّزك؟ وأيّ شيء لك لم تأخذه؟ وإن كنت قد أخذت، فلماذا تفتخر كأنّك لم تأخذ؟
8 إنّكم قد شبعتم! قد استغنيتم! ملكتم بدوننا! وليتكم ملكتم لنملك نحن أيضا معكم!
9 فإنّي أرى أنّ الله أبرزنا نحن الرّسل آخرين، كأنّنا محكوم علينا بالموت. لأنّنا صرنا منظرا للعالم، للملائكة والنّاس.
10 نحن جهّال من أجل المسيح، وأمّا أنتم فحكماء في المسيح! نحن ضعفاء، وأمّا أنتم فأقوياء! أنتم مكرّمون، وأمّا نحن فبلا كرامة!
11 إلى هذه السّاعة نجوع ونعطش ونعرى ونلكم وليس لنا إقامة،
12 ونتعب عاملين بأيدينا. نشتم فنبارك. نضطهد فنحتمل.
13 يفترى علينا فنعظ. صرنا كأقذار العالم ووسخ كلّ شيء إلى الآن.
14 ليس لكي أخجّلكم أكتب بهذا، بل كأولادي الأحبّاء أنذركم.
15 لأنّه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون. لأنّي أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل.
16 فأطلب إليكم أن تكونوا متمثّلين بي.
17 لذلك أرسلت إليكم تيموثاوس، الّذي هو ابني الحبيب والأمين في الرّبّ، الّذي يذكّركم بطرقي في المسيح كما أعلّم في كلّ مكان، في كلّ كنيسة.
18 فانتفخ قوم كأنّي لست آتيا إليكم.
19 ولكنّي سآتي إليكم سريعا إن شاء الرّبّ، فسأعرف ليس كلام الّذين انتفخوا بل قوّتهم.
20 لأنّ ملكوت الله ليس بكلام، بل بقوّة.
21 ماذا تريدون؟ أبعصا آتي إليكم أم بالمحبّة وروح الوداعة؟
1 يسمع مطلقا أنّ بينكم زنى! وزنى هكذا لا يسمّى بين الأمم، حتّى أن تكون للإنسان امرأة أبيه.
2 أفأنتم منتفخون، وبالحريّ لم تنوحوا حتّى يرفع من وسطكم الّذي فعل هذا الفعل؟
3 فإنّي أنا كأنّي غائب بالجسد، ولكن حاضر بالرّوح، قد حكمت كأنّي حاضر في الّذي فعل هذا، هكذا:
4 باسم ربّنا يسوع المسيح إذ أنتم وروحي مجتمعون مع قوّة ربّنا يسوع المسيح
5 أن يسلّم مثل هذا للشّيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الرّوح في يوم الرّبّ يسوع.
6 ليس افتخاركم حسنا. ألستم تعلمون أنّ خميرة صغيرة تخمّر العجين كلّه؟
7 إذا نقّوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينا جديدا كما أنتم فطير. لأنّ فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا.
8 إذا لنعيّد، ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشّرّ والخبث، بل بفطير الإخلاص والحقّ.
9 كتبت إليكم في الرّسالة أن لا تخالطوا الزّناة.
10 وليس مطلقا زناة هذا العالم، أو الطّمّاعين، أو الخاطفين، أو عبدة الأوثان، وإلاّ فيلزمكم أن تخرجوا من العالم!
11 وأمّا الآن فكتبت إليكم: إن كان أحد مدعوّ أخا زانيا أو طمّاعا أو عابد وثن أو شتّاما أو سكّيرا أو خاطفا، أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا.
12 لأنّه ماذا لي أن أدين الّذين من خارج؟ ألستم أنتم تدينون الّذين من داخل؟
13 أمّا الّذين من خارج فالله يدينهم. «فاعزلوا الخبيث من بينكم».
1 أيتجاسر منكم أحد له دعوى على آخر أن يحاكم عند الظّالمين، وليس عند القدّيسين؟
2 ألستم تعلمون أنّ القدّيسين سيدينون العالم؟ فإن كان العالم يدان بكم، أفأنتم غير مستأهلين للمحاكم الصّغرى؟
3 ألستم تعلمون أنّنا سندين ملائكة؟ فبالأولى أمور هذه الحياة!
4 فإن كان لكم محاكم في أمور هذه الحياة، فأجلسوا المحتقرين في الكنيسة قضاة!
5 لتخجيلكم أقول. أهكذا ليس بينكم حكيم، ولا واحد يقدر أن يقضي بين إخوته؟
6 لكنّ الأخ يحاكم الأخ، وذلك عند غير المؤمنين!
7 فالآن فيكم عيب مطلقا، لأنّ عندكم محاكمات بعضكم مع بعض. لماذا لا تظلمون بالحريّ؟ لماذا لا تسلبون بالحريّ؟
8 لكن أنتم تظلمون وتسلبون، وذلك للإخوة!
9 أم لستم تعلمون أنّ الظّالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلّوا: لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور،
10 ولا سارقون ولا طمّاعون ولا سكّيرون ولا شتّامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله.
11 وهكذا كان أناس منكم. لكن اغتسلتم، بل تقدّستم، بل تبرّرتم باسم الرّبّ يسوع وبروح إلهنا.
12 «كلّ الأشياء تحلّ لي»، لكن ليس كلّ الأشياء توافق. «كلّ الأشياء تحلّ لي»، لكن لا يتسلّط عليّ شيء.
13 الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة، والله سيبيد هذا وتلك. ولكنّ الجسد ليس للزّنا بل للرّبّ، والرّبّ للجسد.
14 والله قد أقام الرّبّ، وسيقيمنا نحن أيضا بقوّته.
15 ألستم تعلمون أنّ أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟ حاشا!
16 أم لستم تعلمون أنّ من التصق بزانية هو جسد واحد؟ لأنّه يقول: «يكون الاثنان جسدا واحدا».
17 وأمّا من التصق بالرّبّ فهو روح واحد.
18 اهربوا من الزّنا. كلّ خطيّة يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد، لكنّ الّذي يزني يخطئ إلى جسده.
19 أم لستم تعلمون أنّ جسدكم هو هيكل للرّوح القدس الّذي فيكم، الّذي لكم من الله، وأنّكم لستم لأنفسكم؟
20 لأنّكم قد اشتريتم بثمن. فمجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم الّتي هي لله.
1 وأمّا من جهة الأمور الّتي كتبتم لي عنها: فحسن للرّجل أن لا يمسّ امرأة.
2 ولكن لسبب الزّنا، ليكن لكلّ واحد امرأته، وليكن لكلّ واحدة رجلها.
3 ليوف الرّجل المرأة حقّها الواجب، وكذلك المرأة أيضا الرّجل.
4 ليس للمرأة تسلّط على جسدها، بل للرّجل. وكذلك الرّجل أيضا ليس له تسلّط على جسده، بل للمرأة.
5 لا يسلب أحدكم الآخر، إلاّ أن يكون على موافقة، إلى حين، لكي تتفرّغوا للصّوم والصّلاة، ثمّ تجتمعوا أيضا معا لكي لا يجرّبكم الشّيطان لسبب عدم نزاهتكم.
6 ولكن أقول هذا على سبيل الإذن لا على سبيل الأمر.
7 لأنّي أريد أن يكون جميع النّاس كما أنا. لكنّ كلّ واحد له موهبته الخاصّة من الله. الواحد هكذا والآخر هكذا.
8 ولكن أقول لغير المتزوّجين وللأرامل، إنّه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا.
9 ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم، فليتزوّجوا. لأنّ التّزوّج أصلح من التّحرّق.
10 وأمّا المتزوّجون، فأوصيهم، لا أنا بل الرّبّ، أن لا تفارق المرأة رجلها،
11 وإن فارقته، فلتلبث غير متزوّجة، أو لتصالح رجلها. ولا يترك الرّجل امرأته.
12 وأمّا الباقون، فأقول لهم أنا، لا الرّبّ: إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة، وهي ترتضي أن تسكن معه، فلا يتركها.
13 والمرأة الّتي لها رجل غير مؤمن، وهو يرتضي أن يسكن معها، فلا تتركه.
14 لأنّ الرّجل غير المؤمن مقدّس في المرأة، والمرأة غير المؤمنة مقدّسة في الرّجل. وإلاّ فأولادكم نجسون، وأمّا الآن فهم مقدّسون.
15 ولكن إن فارق غير المؤمن، فليفارق. ليس الأخ أو الأخت مستعبدا في مثل هذه الأحوال، ولكنّ الله قد دعانا في السّلام.
16 لأنّه كيف تعلمين أيّتها المرأة، هل تخلّصين الرّجل؟ أو كيف تعلم أيّها الرّجل، هل تخلّص المرأة؟
17 غير أنّه كما قسم الله لكلّ واحد، كما دعا الرّبّ كلّ واحد، هكذا ليسلك. وهكذا أنا آمر في جميع الكنائس.
18 دعي أحد وهو مختون، فلا يصر أغلف. دعي أحد في الغرلة، فلا يختتن.
19 ليس الختان شيئا، وليست الغرلة شيئا، بل حفظ وصايا الله.
20 الدّعوة الّتي دعي فيها كلّ واحد فليلبث فيها.
21 دعيت وأنت عبد فلا يهمّك. بل وإن استطعت أن تصير حرّا فاستعملها بالحريّ.
22 لأنّ من دعي في الرّبّ وهو عبد، فهو عتيق الرّبّ. كذلك أيضا الحرّ المدعوّ هو عبد للمسيح.
23 قد اشتريتم بثمن، فلا تصيروا عبيدا للنّاس.
24 ما دعي كلّ واحد فيه أيّها الإخوة فليلبث في ذلك مع الله.
25 وأمّا العذارى، فليس عندي أمر من الرّبّ فيهنّ، ولكنّني أعطي رأيا كمن رحمه الرّبّ أن يكون أمينا.
26 فأظنّ أنّ هذا حسن لسبب الضّيق الحاضر، أنّه حسن للإنسان أن يكون هكذا:
27 أنت مرتبط بامرأة، فلا تطلب الانفصال. أنت منفصل عن امرأة، فلا تطلب امرأة.
28 لكنّك وإن تزوّجت لم تخطئ. وإن تزوّجت العذراء لم تخطئ. ولكنّ مثل هؤلاء يكون لهم ضيق في الجسد. وأمّا أنا فإنّي أشفق عليكم.
29 فأقول هذا أيّها الإخوة: الوقت منذ الآن مقصّر، لكي يكون الّذين لهم نساء كأن ليس لهم،
30 والّذين يبكون كأنّهم لا يبكون، والّذين يفرحون كأنّهم لا يفرحون، والّذين يشترون كأنّهم لا يملكون،
31 والّذين يستعملون هذا العالم كأنّهم لا يستعملونه. لأنّ هيئة هذا العالم تزول.
32 فأريد أن تكونوا بلا همّ. غير المتزوّج يهتمّ في ما للرّبّ كيف يرضي الرّبّ،
33 وأمّا المتزوّج فيهتمّ في ما للعالم كيف يرضي امرأته.
34 إنّ بين الزّوجة والعذراء فرقا: غير المتزوّجة تهتمّ في ما للرّبّ لتكون مقدّسة جسدا وروحا. وأمّا المتزوّجة فتهتمّ في ما للعالم كيف ترضي رجلها.
35 هذا أقوله لخيركم، ليس لكي ألقي عليكم وهقا، بل لأجل اللّياقة والمثابرة للرّبّ من دون ارتباك.
36 ولكن إن كان أحد يظنّ أنّه يعمل بدون لياقة نحو عذرائه إذا تجاوزت الوقت، وهكذا لزم أن يصير، فليفعل ما يريد. إنّه لا يخطئ. فليتزوّجا.
37 وأمّا من أقام راسخا في قلبه، وليس له اضطرار، بل له سلطان على إرادته، وقد عزم على هذا في قلبه أن يحفظ عذراءه، فحسنا يفعل.
38 إذا، من زوّج فحسنا يفعل، ومن لا يزوّج يفعل أحسن.
39 المرأة مرتبطة بالنّاموس ما دام رجلها حيّا. ولكن إن مات رجلها، فهي حرّة لكي تتزوّج بمن تريد، في الرّبّ فقط.
40 ولكنّها أكثر غبطة إن لبثت هكذا، بحسب رأيي. وأظنّ أنّي أنا أيضا عندي روح الله.
1 وأمّا من جهة ما ذبح للأوثان: فنعلم أنّ لجميعنا علما. العلم ينفخ، ولكنّ المحبّة تبني.
2 فإن كان أحد يظنّ أنّه يعرف شيئا، فإنّه لم يعرف شيئا بعد كما يجب أن يعرف!
3 ولكن إن كان أحد يحبّ الله، فهذا معروف عنده.
4 فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان: نعلم أن ليس وثن في العالم، وأن ليس إله آخر إلاّ واحدا.
5 لأنّه وإن وجد ما يسمّى آلهة، سواء كان في السّماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون.
6 لكن لنا إله واحد: الآب الّذي منه جميع الأشياء، ونحن له. وربّ واحد: يسوع المسيح، الّذي به جميع الأشياء، ونحن به.
7 ولكن ليس العلم في الجميع. بل أناس بالضّمير نحو الوثن إلى الآن يأكلون كأنّه ممّا ذبح لوثن، فضميرهم إذ هو ضعيف يتنجّس.
8 ولكنّ الطّعام لا يقدّمنا إلى الله، لأنّنا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص.
9 ولكن انظروا لئلاّ يصير سلطانكم هذا معثرة للضّعفاء.
10 لأنّه إن رآك أحد يا من له علم، متّكئا في هيكل وثن، أفلا يتقوّى ضميره، إذ هو ضعيف، حتّى يأكل ما ذبح للأوثان؟
11 فيهلك بسبب علمك الأخ الضّعيف الّذي مات المسيح من أجله.
12 وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضميرهم الضّعيف، تخطئون إلى المسيح.
13 لذلك إن كان طعام يعثر أخي فلن آكل لحما إلى الأبد، لئلاّ أعثر أخي
1 ألست أنا رسولا؟ ألست أنا حرّا؟ أما رأيت يسوع المسيح ربّنا؟ ألستم أنتم عملي في الرّبّ؟
2 إن كنت لست رسولا إلى آخرين، فإنّما أنا إليكم رسول! لأنّكم أنتم ختم رسالتي في الرّبّ.
3 هذا هو احتجاجي عند الّذين يفحصونني:
4 ألعلّنا ليس لنا سلطان أن نأكل ونشرب؟
5 ألعلّنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرّسل وإخوة الرّبّ وصفا؟
6 أم أنا وبرنابا وحدنا ليس لنا سلطان أن لا نشتغل؟
7 من تجنّد قطّ بنفقة نفسه؟ ومن يغرس كرما ومن ثمره لا يأكل؟ أو من يرعى رعيّة ومن لبن الرّعيّة لا يأكل؟
8 ألعلّي أتكلّم بهذا كإنسان؟ أم ليس النّاموس أيضا يقول هذا؟
9 فإنّه مكتوب في ناموس موسى: «لا تكمّ ثورا دارسا». ألعلّ الله تهمّه الثّيران؟
10 أم يقول مطلقا من أجلنا؟ إنّه من أجلنا مكتوب. لأنّه ينبغي للحرّاث أن يحرث على رجاء، وللدّارس على الرّجاء أن يكون شريكا في رجائه.
11 إن كنّا نحن قد زرعنا لكم الرّوحيّات، أفعظيم إن حصدنا منكم الجسديّات؟
12 إن كان آخرون شركاء في السّلطان عليكم، أفلسنا نحن بالأولى؟ لكنّنا لم نستعمل هذا السّلطان، بل نتحمّل كلّ شيء لئلاّ نجعل عائقا لإنجيل المسيح.
13 ألستم تعلمون أنّ الّذين يعملون في الأشياء المقدّسة، من الهيكل يأكلون؟ الّذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح؟
14 هكذا أيضا أمر الرّبّ: أنّ الّذين ينادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون.
15 أمّا أنا فلم أستعمل شيئا من هذا، ولا كتبت هذا لكي يصير فيّ هكذا. لأنّه خير لي أن أموت من أن يعطّل أحد فخري.
16 لأنّه إن كنت أبشّر فليس لي فخر، إذ الضّرورة موضوعة عليّ، فويل لي إن كنت لا أبشّر.
17 فإنّه إن كنت أفعل هذا طوعا فلي أجر، ولكن إن كان كرها فقد استؤمنت على وكالة.
18 فما هو أجري؟ إذ وأنا أبشّر أجعل إنجيل المسيح بلا نفقة، حتّى لم أستعمل سلطاني في الإنجيل.
19 فإنّي إذ كنت حرّا من الجميع، استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين.
20 فصرت لليهود كيهوديّ لأربح اليهود. وللّذين تحت النّاموس كأنّي تحت النّاموس لأربح الّذين تحت النّاموس.
21 وللّذين بلا ناموس كأنّي بلا ناموس مع أنّي لست بلا ناموس لله، بل تحت ناموس للمسيح لأربح الّذين بلا ناموس.
22 صرت للضّعفاء كضعيف لأربح الضّعفاء. صرت للكلّ كلّ شيء، لأخلّص على كلّ حال قوما.
23 وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل، لأكون شريكا فيه.
24 ألستم تعلمون أنّ الّذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون، ولكنّ واحدا يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا.
25 وكلّ من يجاهد يضبط نفسه في كلّ شيء. أمّا أولئك فلكي يأخذوا إكليلا يفنى، وأمّا نحن فإكليلا لا يفنى.
26 إذا، أنا أركض هكذا كأنّه ليس عن غير يقين. هكذا أضارب كأنّي لا أضرب الهواء.
27 بل أقمع جسدي وأستعبده، حتّى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا.
1 فإنّي لست أريد أيّها الإخوة أن تجهلوا أنّ آباءنا جميعهم كانوا تحت السّحابة، وجميعهم اجتازوا في البحر،
2 وجميعهم اعتمدوا لموسى في السّحابة وفي البحر،
3 وجميعهم أكلوا طعاما واحدا روحيّا،
4 وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيّا، لأنّهم كانوا يشربون من صخرة روحيّة تابعتهم، والصّخرة كانت المسيح.
5 لكن بأكثرهم لم يسرّ الله، لأنّهم طرحوا في القفر.
6 وهذه الأمور حدثت مثالا لنا، حتّى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما اشتهى أولئك.
7 فلا تكونوا عبدة أوثان كما كان أناس منهم، كما هو مكتوب: «جلس الشّعب للأكل والشّرب، ثمّ قاموا للّعب».
8 ولا نزن كما زنى أناس منهم، فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون ألفا.
9 ولا نجرّب المسيح كما جرّب أيضا أناس منهم، فأهلكتهم الحيّات.
10 ولا تتذمّروا كما تذمّر أيضا أناس منهم، فأهلكهم المهلك.
11 فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالا، وكتبت لإنذارنا نحن الّذين انتهت إلينا أواخر الدّهور.
12 إذا من يظنّ أنّه قائم، فلينظر أن لا يسقط.
13 لم تصبكم تجربة إلاّ بشريّة. ولكنّ الله أمين، الّذي لا يدعكم تجرّبون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التّجربة أيضا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا.
14 لذلك يا أحبّائي اهربوا من عبادة الأوثان.
15 أقول كما للحكماء: احكموا أنتم في ما أقول.
16 كأس البركة الّتي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الّذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟
17 فإنّنا نحن الكثيرين خبز واحد، جسد واحد، لأنّنا جميعنا نشترك في الخبز الواحد.
18 انظروا إسرائيل حسب الجسد. أليس الّذين يأكلون الذّبائح هم شركاء المذبح؟
19 فماذا أقول؟ أإنّ الوثن شيء، أو إنّ ما ذبح للوثن شيء؟
20 بل إنّ ما يذبحه الأمم فإنّما يذبحونه للشّياطين، لا لله. فلست أريد أن تكونوا أنتم شركاء الشّياطين.
21 لا تقدرون أن تشربوا كأس الرّبّ وكأس شياطين. لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرّبّ وفي مائدة شياطين.
22 أم نغير الرّبّ؟ ألعلّنا أقوى منه؟
23 «كلّ الأشياء تحلّ لي»، لكن ليس كلّ الأشياء توافق. «كلّ الأشياء تحلّ لي»، ولكن ليس كلّ الأشياء تبني.
24 لا يطلب أحد ما هو لنفسه، بل كلّ واحد ما هو للآخر.
25 كلّ ما يباع في الملحمة كلوه غير فاحصين عن شيء، من أجل الضّمير،
26 لأنّ «للرّبّ الأرض وملأها».
27 وإن كان أحد من غير المؤمنين يدعوكم، وتريدون أن تذهبوا، فكلّ ما يقدّم لكم كلوا منه غير فاحصين، من أجل الضّمير.
28 ولكن إن قال لكم أحد: «هذا مذبوح لوثن» فلا تأكلوا من أجل ذاك الّذي أعلمكم، والضّمير. لأنّ «للرّبّ الأرض وملأها»
29 أقول «الضّمير»، ليس ضميرك أنت، بل ضمير الآخر. لأنّه لماذا يحكم في حرّيّتي من ضمير آخر؟
30 فإن كنت أنا أتناول بشكر، فلماذا يفترى عليّ لأجل ما أشكر عليه؟
31 فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا، فافعلوا كلّ شيء لمجد الله.
32 كونوا بلا عثرة لليهود ولليونانيّين ولكنيسة الله.
33 كما أنا أيضا أرضي الجميع في كلّ شيء، غير طالب ما يوافق نفسي، بل الكثيرين، لكي يخلصوا.
1 كونوا متمثّلين بي كما أنا أيضا بالمسيح.
2 فأمدحكم أيّها الإخوة على أنّكم تذكرونني في كلّ شيء، وتحفظون التّعاليم كما سلّمتها إليكم.
3 ولكن أريد أن تعلموا أنّ رأس كلّ رجل هو المسيح، وأمّا رأس المرأة فهو الرّجل، ورأس المسيح هو الله.
4 كلّ رجل يصلّي أو يتنبّأ وله على رأسه شيء، يشين رأسه.
5 وأمّا كلّ امرأة تصلّي أو تتنبّأ ورأسها غير مغطّى، فتشين رأسها، لأنّها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
6 إذ المرأة، إن كانت لا تتغطّى، فليقصّ شعرها. وإن كان قبيحا بالمرأة أن تقصّ أو تحلق، فلتتغطّ.
7 فإنّ الرّجل لا ينبغي أن يغطّي رأسه لكونه صورة الله ومجده. وأمّا المرأة فهي مجد الرّجل.
8 لأنّ الرّجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرّجل.
9 ولأنّ الرّجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرّجل.
10 لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها، من أجل الملائكة.
11 غير أنّ الرّجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرّجل في الرّبّ.
12 لأنّه كما أنّ المرأة هي من الرّجل، هكذا الرّجل أيضا هو بالمرأة. ولكنّ جميع الأشياء هي من الله.
13 احكموا في أنفسكم: هل يليق بالمرأة أن تصلّي إلى الله وهي غير مغطّاة؟
14 أم ليست الطّبيعة نفسها تعلّمكم أنّ الرّجل إن كان يرخي شعره فهو عيب له؟
15 وأمّا المرأة إن كانت ترخي شعرها فهو مجد لها، لأنّ الشّعر قد أعطي لها عوض برقع.
16 ولكن إن كان أحد يظهر أنّه يحبّ الخصام، فليس لنا نحن عادة مثل هذه، ولا لكنائس الله.
17 ولكنّني إذ أوصي بهذا، لست أمدح كونكم تجتمعون ليس للأفضل، بل للأردإ.
18 لأنّي أوّلا حين تجتمعون في الكنيسة، أسمع أنّ بينكم انشقاقات، وأصدّق بعض التّصديق.
19 لأنّه لا بدّ أن يكون بينكم بدع أيضا، ليكون المزكّون ظاهرين بينكم.
20 فحين تجتمعون معا ليس هو لأكل عشاء الرّبّ.
21 لأنّ كلّ واحد يسبق فيأخذ عشاء نفسه في الأكل، فالواحد يجوع والآخر يسكر.
22 أفليس لكم بيوت لتأكلوا فيها وتشربوا؟ أم تستهينون بكنيسة الله وتخجلون الّذين ليس لهم؟ ماذا أقول لكم؟ أأمدحكم على هذا؟ لست أمدحكم!
23 لأنّني تسلّمت من الرّبّ ما سلّمتكم أيضا: إنّ الرّبّ يسوع في اللّيلة الّتي أسلم فيها، أخذ خبزا
24 وشكر فكسّر، وقال: «خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري».
25 كذلك الكأس أيضا بعدما تعشّوا، قائلا: «هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلّما شربتم لذكري».
26 فإنّكم كلّما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الرّبّ إلى أن يجيء.
27 إذا أيّ من أكل هذا الخبز، أو شرب كأس الرّبّ، بدون استحقاق، يكون مجرما في جسد الرّبّ ودمه.
28 ولكن ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس.
29 لأنّ الّذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميّز جسد الرّبّ.
30 من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون.
31 لأنّنا لو كنّا حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا،
32 ولكن إذ قد حكم علينا، نؤدّب من الرّبّ لكي لا ندان مع العالم.
33 إذا يا إخوتي، حين تجتمعون للأكل، انتظروا بعضكم بعضا.
34 إن كان أحد يجوع فليأكل في البيت، كي لا تجتمعوا للدّينونة. وأمّا الأمور الباقية فعندما أجيء أرتّبها.
1 وأمّا من جهة المواهب الرّوحيّة أيّها الإخوة، فلست أريد أن تجهلوا.
2 أنتم تعلمون أنّكم كنتم أمما منقادين إلى الأوثان البكم، كما كنتم تساقون.
3 لذلك أعرّفكم أن ليس أحد وهو يتكلّم بروح الله يقول: «يسوع أناثيما». وليس أحد يقدر أن يقول: «يسوع ربّ» إلاّ بالرّوح القدس.
4 فأنواع مواهب موجودة، ولكنّ الرّوح واحد.
5 وأنواع خدم موجودة، ولكنّ الرّبّ واحد.
6 وأنواع أعمال موجودة، ولكنّ الله واحد، الّذي يعمل الكلّ في الكلّ.
7 ولكنّه لكلّ واحد يعطى إظهار الرّوح للمنفعة.
8 فإنّه لواحد يعطى بالرّوح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الرّوح الواحد،
9 ولآخر إيمان بالرّوح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالرّوح الواحد.
10 ولآخر عمل قوّات، ولآخر نبوّة، ولآخر تمييز الأرواح، ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة ألسنة.
11 ولكنّ هذه كلّها يعملها الرّوح الواحد بعينه، قاسما لكلّ واحد بمفرده، كما يشاء.
12 لأنّه كما أنّ الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة، وكلّ أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد، كذلك المسيح أيضا.
13 لأنّنا جميعنا بروح واحد أيضا اعتمدنا إلى جسد واحد، يهودا كنّا أم يونانيّين، عبيدا أم أحرارا، وجميعنا سقينا روحا واحدا.
14 فإنّ الجسد أيضا ليس عضوا واحدا بل أعضاء كثيرة.
15 إن قالت الرّجل: «لأنّي لست يدا، لست من الجسد». أفلم تكن لذلك من الجسد؟
16 وإن قالت الأذن: «لأنّي لست عينا، لست من الجسد». أفلم تكن لذلك من الجسد؟
17 لو كان كلّ الجسد عينا، فأين السّمع؟ لو كان الكلّ سمعا، فأين الشّمّ؟
18 وأمّا الآن فقد وضع الله الأعضاء، كلّ واحد منها في الجسد، كما أراد.
19 ولكن لو كان جميعها عضوا واحدا، أين الجسد؟
20 فالآن أعضاء كثيرة، ولكن جسد واحد.
21 لا تقدر العين أن تقول لليد: «لا حاجة لي إليك!». أو الرّأس أيضا للرّجلين: «لا حاجة لي إليكما!».
22 بل بالأولى أعضاء الجسد الّتي تظهر أضعف هي ضروريّة.
23 وأعضاء الجسد الّتي نحسب أنّها بلا كرامة نعطيها كرامة أفضل. والأعضاء القبيحة فينا لها جمال أفضل.
24 وأمّا الجميلة فينا فليس لها احتياج. لكنّ الله مزج الجسد، معطيا النّاقص كرامة أفضل،
25 لكي لا يكون انشقاق في الجسد، بل تهتمّ الأعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض.
26 فإن كان عضو واحد يتألّم، فجميع الأعضاء تتألّم معه. وإن كان عضو واحد يكرّم، فجميع الأعضاء تفرح معه.
27 وأمّا أنتم فجسد المسيح، وأعضاؤه أفرادا.
28 فوضع الله أناسا في الكنيسة: أوّلا رسلا، ثانيا أنبياء، ثالثا معلّمين، ثمّ قوّات، وبعد ذلك مواهب شفاء، أعوانا، تدابير، وأنواع ألسنة.
29 ألعلّ الجميع رسل؟ ألعلّ الجميع أنبياء؟ ألعلّ الجميع معلّمون؟ ألعلّ الجميع أصحاب قوّات؟
30 ألعلّ للجميع مواهب شفاء؟ ألعلّ الجميع يتكلّمون بألسنة؟ ألعلّ الجميع يترجمون؟
31 ولكن جدّوا للمواهب الحسنى. وأيضا أريكم طريقا أفضل.
1 إن كنت أتكلّم بألسنة النّاس والملائكة ولكن ليس لي محبّة، فقد صرت نحاسا يطنّ أو صنجا يرنّ.
2 وإن كانت لي نبوّة، وأعلم جميع الأسرار وكلّ علم، وإن كان لي كلّ الإيمان حتّى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبّة، فلست شيئا.
3 وإن أطعمت كلّ أموالي، وإن سلّمت جسدي حتّى أحترق، ولكن ليس لي محبّة، فلا أنتفع شيئا.
4 المحبّة تتأنّى وترفق. المحبّة لا تحسد. المحبّة لا تتفاخر، ولا تنتفخ،
5 ولا تقبّح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتدّ، ولا تظنّ السّؤ،
6 ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحقّ،
7 وتحتمل كلّ شيء، وتصدّق كلّ شيء، وترجو كلّ شيء، وتصبر على كلّ شيء.
8 المحبّة لا تسقط أبدا. وأمّا النّبوّات فستبطل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل.
9 لأنّنا نعلم بعض العلم ونتنبّأ بعض التّنبّؤ.
10 ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض.
11 لمّا كنت طفلا كطفل كنت أتكلّم، وكطفل كنت أفطن، وكطفل كنت أفتكر. ولكن لمّا صرت رجلا أبطلت ما للطّفل.
12 فإنّنا ننظر الآن في مرآة، في لغز، لكن حينئذ وجها لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت.
13 أمّا الآن فيثبت: الإيمان والرّجاء والمحبّة، هذه الثّلاثة ولكنّ أعظمهنّ المحبّة.
1 اتبعوا المحبّة، ولكن جدّوا للمواهب الرّوحيّة، وبالأولى أن تتنبّأوا.
2 لأنّ من يتكلّم بلسان لا يكلّم النّاس بل الله، لأن ليس أحد يسمع، ولكنّه بالرّوح يتكلّم بأسرار.
3 وأمّا من يتنبّأ، فيكلّم النّاس ببنيان ووعظ وتسلية.
4 من يتكلّم بلسان يبني نفسه، وأمّا من يتنبّأ فيبني الكنيسة.
5 إنّي أريد أنّ جميعكم تتكلّمون بألسنة، ولكن بالأولى أن تتنبّأوا. لأنّ من يتنبّأ أعظم ممّن يتكلّم بألسنة، إلاّ إذا ترجم، حتّى تنال الكنيسة بنيانا.
6 فالآن أيّها الإخوة، إن جئت إليكم متكلّما بألسنة، فماذا أنفعكم، إن لم أكلّمكم إمّا بإعلان، أو بعلم، أو بنبوّة، أو بتعليم؟
7 الأشياء العادمة النّفوس الّتي تعطي صوتا: مزمار أو قيثارة، مع ذلك إن لم تعط فرقا للنّغمات، فكيف يعرف ما زمّر أو ما عزف به؟
8 فإنّه إن أعطى البوق أيضا صوتا غير واضح، فمن يتهيّأ للقتال؟
9 هكذا أنتم أيضا إن لم تعطوا باللّسان كلاما يفهم، فكيف يعرف ما تكلّم به؟ فإنّكم تكونون تتكلّمون في الهواء!
10 ربّما تكون أنواع لغات هذا عددها في العالم، وليس شيء منها بلا معنى.
11 فإن كنت لا أعرف قوّة اللّغة أكون عند المتكلّم أعجميّا، والمتكلّم أعجميّا عندي.
12 هكذا أنتم أيضا، إذ إنّكم غيورون للمواهب الرّوحيّة، اطلبوا لأجل بنيان الكنيسة أن تزدادوا.
13 لذلك من يتكلّم بلسان فليصلّ لكي يترجم.
14 لأنّه إن كنت أصلّي بلسان، فروحي تصلّي، وأمّا ذهني فهو بلا ثمر.
15 فما هو إذا؟ أصلّي بالرّوح، وأصلّي بالذّهن أيضا. أرتّل بالرّوح، وأرتّل بالذّهن أيضا.
16 وإلاّ فإن باركت بالرّوح، فالّذي يشغل مكان العامّيّ، كيف يقول «آمين» عند شكرك؟ لأنّه لا يعرف ماذا تقول!
17 فإنّك أنت تشكر حسنا، ولكنّ الآخر لا يبنى.
18 أشكر إلهي أنّي أتكلّم بألسنة أكثر من جميعكم.
19 ولكن، في كنيسة، أريد أن أتكلّم خمس كلمات بذهني لكي أعلّم آخرين أيضا، أكثر من عشرة آلاف كلمة بلسان.
20 أيّها الإخوة، لا تكونوا أولادا في أذهانكم، بل كونوا أولادا في الشّرّ، وأمّا في الأذهان فكونوا كاملين.
21 مكتوب في النّاموس: «إنّي بذوي ألسنة أخرى وبشفاه أخرى سأكلّم هذا الشّعب، ولا هكذا يسمعون لي، يقول الرّبّ».
22 إذا الألسنة آية، لا للمؤمنين، بل لغير المؤمنين. أمّا النّبوّة فليست لغير المؤمنين، بل للمؤمنين.
23 فإن اجتمعت الكنيسة كلّها في مكان واحد، وكان الجميع يتكلّمون بألسنة، فدخل عامّيّون أو غير مؤمنين، أفلا يقولون إنّكم تهذون؟
24 ولكن إن كان الجميع يتنبّأون، فدخل أحد غير مؤمن أو عامّيّ، فإنّه يوبّخ من الجميع. يحكم عليه من الجميع.
25 وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة. وهكذا يخرّ على وجهه ويسجد لله، مناديا: أنّ الله بالحقيقة فيكم.
26 فما هو إذا أيّها الإخوة؟ متى اجتمعتم فكلّ واحد منكم له مزمور، له تعليم، له لسان، له إعلان، له ترجمة. فليكن كلّ شيء للبنيان.
27 إن كان أحد يتكلّم بلسان، فاثنين اثنين، أو على الأكثر ثلاثة ثلاثة، وبترتيب، وليترجم واحد.
28 ولكن إن لم يكن مترجم فليصمت في الكنيسة، وليكلّم نفسه والله.
29 أمّا الأنبياء فليتكلّم اثنان أو ثلاثة، وليحكم الآخرون.
30 ولكن إن أعلن لآخر جالس فليسكت الأوّل.
31 لأنّكم تقدرون جميعكم أن تتنبّأوا واحدا واحدا، ليتعلّم الجميع ويتعزّى الجميع.
32 وأرواح الأنبياء خاضعة للأنبياء.
33 لأنّ الله ليس إله تشويش بل إله سلام، كما في جميع كنائس القدّيسين.
34 لتصمت نساؤكم في الكنائس، لأنّه ليس مأذونا لهنّ أن يتكلّمن، بل يخضعن كما يقول النّاموس أيضا.
35 ولكن إن كنّ يردن أن يتعلّمن شيئا، فليسألن رجالهنّ في البيت، لأنّه قبيح بالنّساء أن تتكلّم في كنيسة.
36 أم منكم خرجت كلمة الله؟ أم إليكم وحدكم انتهت؟
37 إن كان أحد يحسب نفسه نبيّا أو روحيّا، فليعلم ما أكتبه إليكم أنّه وصايا الرّبّ.
38 ولكن إن يجهل أحد، فليجهل!
39 إذا أيّها الإخوة جدّوا للتّنبّؤ، ولا تمنعوا التّكلّم بألسنة.
40 وليكن كلّ شيء بلياقة وبحسب ترتيب.
1 وأعرّفكم أيّها الإخوة بالإنجيل الّذي بشّرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه،
2 وبه أيضا تخلصون، إن كنتم تذكرون أيّ كلام بشّرتكم به. إلاّ إذا كنتم قد آمنتم عبثا!
3 فإنّني سلّمت إليكم في الأوّل ما قبلته أنا أيضا: أنّ المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب،
4 وأنّه دفن، وأنّه قام في اليوم الثّالث حسب الكتب،
5 وأنّه ظهر لصفا ثمّ للاثني عشر.
6 وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ، أكثرهم باق إلى الآن. ولكنّ بعضهم قد رقدوا.
7 وبعد ذلك ظهر ليعقوب، ثمّ للرّسل أجمعين.
8 وآخر الكلّ كأنّه للسّقط ظهر لي أنا.
9 لأنّي أصغر الرّسل، أنا الّذي لست أهلا لأن أدعى رسولا، لأنّي اضطهدت كنيسة الله.
10 ولكن بنعمة الله أنا ما أنا، ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة، بل أنا تعبت أكثر منهم جميعهم. ولكن لا أنا، بل نعمة الله الّتي معي.
11 فسواء أنا أم أولئك، هكذا نكرز وهكذا آمنتم.
12 ولكن إن كان المسيح يكرز به أنّه قام من الأموات، فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات؟
13 فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام!
14 وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم،
15 ونوجد نحن أيضا شهود زور لله، لأنّنا شهدنا من جهة الله أنّه أقام المسيح وهو لم يقمه، إن كان الموتى لا يقومون.
16 لأنّه إن كان الموتى لا يقومون، فلا يكون المسيح قد قام.
17 وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم!
18 إذا الّذين رقدوا في المسيح أيضا هلكوا!
19 إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فإنّنا أشقى جميع النّاس.
20 ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الرّاقدين.
21 فإنّه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضا قيامة الأموات.
22 لأنّه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع.
23 ولكنّ كلّ واحد في رتبته: المسيح باكورة، ثمّ الّذين للمسيح في مجيئه.
24 وبعد ذلك النّهاية، متى سلّم الملك لله الآب، متى أبطل كلّ رياسة وكلّ سلطان وكلّ قوّة.
25 لأنّه يجب أن يملك حتّى يضع جميع الأعداء تحت قدميه.
26 آخر عدوّ يبطل هو الموت.
27 لأنّه أخضع كلّ شيء تحت قدميه. ولكن حينما يقول : «إنّ كلّ شيء قد أخضع» فواضح أنّه غير الّذي أخضع له الكلّ.
28 ومتى أخضع له الكلّ، فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للّذي أخضع له الكلّ، كي يكون الله الكلّ في الكلّ.
29 وإلاّ فماذا يصنع الّذين يعتمدون من أجل الأموات؟ إن كان الأموات لا يقومون البتّة، فلماذا يعتمدون من أجل الأموات؟
30 ولماذا نخاطر نحن كلّ ساعة؟
31 إنّي بافتخاركم الّذي لي في يسوع المسيح ربّنا، أموت كلّ يوم.
32 إن كنت كإنسان قد حاربت وحوشا في أفسس، فما المنفعة لي؟ إن كان الأموات لا يقومون، «فلنأكل ونشرب لأنّنا غدا نموت!».
33 لا تضلّوا: «فإنّ المعاشرات الرّديّة تفسد الأخلاق الجيّدة»
34 اصحوا للبرّ ولا تخطئوا، لأنّ قوما ليست لهم معرفة بالله. أقول ذلك لتخجيلكم!
35 لكن يقول قائل: «كيف يقام الأموات؟ وبأيّ جسم يأتون؟»
36 يا غبيّ! الّذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت.
37 والّذي تزرعه، لست تزرع الجسم الّذي سوف يصير، بل حبّة مجرّدة، ربّما من حنطة أو أحد البواقي.
38 ولكنّ الله يعطيها جسما كما أراد. ولكلّ واحد من البزور جسمه.
39 ليس كلّ جسد جسدا واحدا، بل للنّاس جسد واحد، وللبهائم جسد آخر، وللسّمك آخر، وللطّير آخر.
40 وأجسام سماويّة، وأجسام أرضيّة. لكنّ مجد السّماويّات شيء، ومجد الأرضيّات آخر.
41 مجد الشّمس شيء، ومجد القمر آخر، ومجد النّجوم آخر. لأنّ نجما يمتاز عن نجم في المجد.
42 هكذا أيضا قيامة الأموات: يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.
43 يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوّة.
44 يزرع جسما حيوانيّا ويقام جسما روحانيّا. يوجد جسم حيوانيّ ويوجد جسم روحانيّ.
45 هكذا مكتوب أيضا: «صار آدم، الإنسان الأوّل، نفسا حيّة، وآدم الأخير روحا محييا».
46 لكن ليس الرّوحانيّ أوّلا بل الحيوانيّ، وبعد ذلك الرّوحانيّ.
47 الإنسان الأوّل من الأرض ترابيّ. الإنسان الثّاني الرّبّ من السّماء.
48 كما هو التّرابيّ هكذا التّرابيّون أيضا، وكما هو السّماويّ هكذا السّماويّون أيضا.
49 وكما لبسنا صورة التّرابيّ، سنلبس أيضا صورة السّماويّ.
50 فأقول هذا أيّها الإخوة: إنّ لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد.
51 هوذا سرّ أقوله لكم: لا نرقد كلّنا، ولكنّنا كلّنا نتغيّر،
52 في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير. فإنّه سيبوّق، فيقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغيّر.
53 لأنّ هذا الفاسد لابدّ أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت.
54 ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد، ولبس هذا المائت عدم موت، فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة: «ابتلع الموت إلى غلبة».
55 «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟»
56 أمّا شوكة الموت فهي الخطيّة، وقوّة الخطيّة هي النّاموس.
57 ولكن شكرا لله الّذي يعطينا الغلبة بربّنا يسوع المسيح.
58 إذا يا إخوتي الأحبّاء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرّبّ كلّ حين، عالمين أنّ تعبكم ليس باطلا في الرّبّ.
1 وأمّا من جهة الجمع لأجل القدّيسين، فكما أوصيت كنائس غلاطيّة هكذا افعلوا أنتم أيضا.
2 في كلّ أوّل أسبوع، ليضع كلّ واحد منكم عنده، خازنا ما تيسّر، حتّى إذا جئت لا يكون جمع حينئذ.
3 ومتى حضرت، فالّذين تستحسنونهم أرسلهم برسائل ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم.
4 وإن كان يستحقّ أن أذهب أنا أيضا، فسيذهبون معي.
5 وسأجيء إليكم متى اجتزت بمكدونيّة، لأنّي أجتاز بمكدونيّة.
6 وربّما أمكث عندكم أو أشتّي أيضا لكي تشيّعوني إلى حيثما أذهب.
7 لأنّي لست أريد الآن أن أراكم في العبور، لأنّي أرجو أن أمكث عندكم زمانا إن أذن الرّبّ.
8 ولكنّني أمكث في أفسس إلى يوم الخمسين،
9 لأنّه قد انفتح لي باب عظيم فعّال، ويوجد معاندون كثيرون.
10 ثمّ إن أتى تيموثاوس، فانظروا أن يكون عندكم بلا خوف. لأنّه يعمل عمل الرّبّ كما أنا أيضا.
11 فلا يحتقره أحد، بل شيّعوه بسلام ليأتي إليّ، لأنّي أنتظره مع الإخوة.
12 وأمّا من جهة أبلّوس الأخ، فطلبت إليه كثيرا أن يأتي إليكم مع الإخوة، ولم تكن له إرادة البتّة أن يأتي الآن. ولكنّه سيأتي متى توفّق الوقت.
13 اسهروا. اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالا. تقوّوا.
14 لتصر كلّ أموركم في محبّة.
15 وأطلب إليكم أيّها الإخوة: أنتم تعرفون بيت استفاناس أنّهم باكورة أخائية، وقد رتّبوا أنفسهم لخدمة القدّيسين،
16 كي تخضعوا أنتم أيضا لمثل هؤلاء، وكلّ من يعمل معهم ويتعب.
17 ثمّ إنّي أفرح بمجيء استفاناس وفرتوناتوس وأخائيكوس، لأنّ نقصانكم، هؤلاء قد جبروه،
18 إذ أراحوا روحي وروحكم. فاعرفوا مثل هؤلاء.
19 تسلّم عليكم كنائس أسيّا. يسلّم عليكم في الرّبّ كثيرا أكيلا وبريسكلاّ مع الكنيسة الّتي في بيتهما.
20 يسلّم عليكم الإخوة أجمعون. سلّموا بعضكم على بعض بقبلة مقدّسة.
21 السّلام بيدي أنا بولس.
22 إن كان أحد لا يحبّ الرّبّ يسوع المسيح فليكن أناثيما! ماران أثا.
23 نعمة الرّبّ يسوع المسيح معكم.
24 محبّتي مع جميعكم في المسيح يسوع. آمين.