«لاَ تَأْتِنِي رِجْلُ الْكِبْرِيَاءِ، وَيَدُ الأَشْرَارِ لاَ تُزَحْزِحْنِي. هُنَاكَ سَقَطَ فَاعِلُو الإِثْمِ. دُحِرُوا فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا الْقِيَامَ.»
(مز 36: 11و12)
إن الكبرياء هي خطيّة الخطايا. فالكبرياء هي الخطيّة التي اسقطت ابليس من السماء عندما قرّر أن يتكبّر على الله ويتّخذ مكانة ليست له فيصمّم في قلبه قائلا: «أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، ….. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.» (اش 14: 13و14). لقد افتكر ابليس في قلبه أنه عظيم ويستحق أن يكون مثل الله. وهذا أدّى إلى تصرّف غريب إذ حاول أن يتخذ مكان الله ويصير مثله. خطيّة الكبرياء هي خطيّة تأليه الذات، عندما يتفكّر الإنسان بأنّه يستحق العظمة وهو أهم وأعظم من غيره. وبالتالي يعطي الإنسان للذّات مركزاً محوريًّا في حياته، فيصبح هو إله نفسه. إن الكبرياء هي خطيّة الخطايا لأنّها خطيّة تبعد الإنسان عن الله وتقطع الطريق على التوبة والرجوع إلى الله. إن الكبرياء هي المدخل للعديد من الخطايا. لذلك صلى المرنّم في الآية أعلاه قائلا للرّب ألا يأتيه رجل الكبرياء وألا يتزحزح بيد الأشرار، لأنّ الكبرياء هو أساس سقوط كل فاعلي الاثم. والمحزن بالأمر هو أنّ الكبرياء هي وهم بعيد عن الواقع يخدع الإنسان ويؤدي إلى سقوطه وعدم قيامه. الكبرياء مثل الطابة المنفوخة. هي كبيرة الحجم بسبب الهواء الذي بداخلها. وتعود الطابة إلى حجمها الطبيعي عندما تفرغ من الهواء. هكذا المتكبّر، يُكسر بلحظة وتموت معه أحلامه وأوهامه. أما البار ابن الرّب، فهو انسان متواضع يعطي المجد للّرب دائمًا ويعرف طريقه إلى التوبة والاعتذار ويصحّح أخطاءه ويتعلّم منها، ويتقدّم كل يوم إلى الأمام طارحًا الماضي وراء ظهره وناظراً ليوم جديد يمجّد فيه الرّب.