«الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي. هذَا إِلهِي فَأُمَجِّدُهُ، إِلهُ أَبِي فَأُرَفِّعُهُ.»
(خر 15: 2)
هذه افتتاحيّة الترنيمة التي أنشدها موسى وشعب الرّب بعدما نجّاهم الرّب بمعجزة شقّ البحر الأحمر. لقد كانت الأيام الماضية صعبة وعصيبة على شعب الرّب الذين خرجوا من مصر ليتوجهوا إلى أرض الموعد. ولكنّهم فوجئوا بجيش المصريين يهاجمهم من الخلف، بينما كان أمامهم البحر الأحمر. في المعادلة البشريّة كان مصيرهم المحتوم الموت المحتّم. ولكن بالمعادلة الإلهيّة كان الرّب مزمع أن يجيزهم في اختبار مجيد وفاء لوعوده وإعلانا لجبروته. وهذا يتكرّر في حياة المؤمن بالمسيح في أيامنا عندما تواجهه تحديات بشريّة مستعصية إذ يصمّم أن يعيش في مشيئة الرّب. أمام التحديات البشريّة يقف المؤمن متسلحًّا بوعود الرّب. وأحيانا تبدو هذه المعادلة سخيفة من الناحية البشرية، وبالنسبة للناس والمجتمع الذي يراقب المؤمن. فكيف للمؤمن أن يواجه التحديات البشريّة الواقعيّة والمنطقيّة، متمسّكًا بوعود الله في الكتاب المقدّس؟ المعادلة الروحيّة مختلفة، لأنّ وراء كل وعد في الكتاب المقدس يقف إله عظيم يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر. ويقف إله صادق لا يكذب ولا يتغيّر. هو إله الأمانة الذي يتدخّل بطرقه العجيبة والعظيمة لكي يعين المؤمن ويسنده ويقوده. وإذ يختبر المؤمن هذه الأمور، تتحوّل هذه المواقف إلى أناشيد النصرة والغلبة لتمجيد الرّب. فيصرخ المؤمن من قلبه قائلا: «الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي. هذَا إِلهِي فَأُمَجِّدُهُ، إِلهُ أَبِي فَأُرَفِّعُهُ.» على المؤمن أن يتمسّك بوعود الرّب عندما توصد الأبواب أمامه لكي يرى يدّ الرّب القديرة ويختبر أمانته.