أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟
(مت18 :33)
لقد كان هذا العبد الذي لم يرحم رفيقه مديونًا لسيده الملك بعشرة آلاف وزنة. دين فوق طبيعي لا يقدر أي إنسان طبيعي على إيفائه. ولكن الملك سامحه به بعد أن توسّل إليه ورجاه لأن يرحمه. إلا أن هذا العبد، الشرير كما يصفه سيّده، لم يتصرّف بالمثل مع رفيقه، فخسر بسبب قساوته هذه رحمة سيده له. لقد أعطى الرب يسوع هذا المثل لتلاميذه بعد أن سأله بطرس عن مقدار الغفران الذي يجب أن يتحلّى به المؤمن. لقد حصل المؤمن على غفران ورحمة غير محدودتين من الرب الذي ما يزال يتعامل معه على أساس هذه النعمة الغنية. ولكن الرب بالمقابل يتوقّع منه أن يتعامل مع الآخرين من حوله بنفس هذه النعمة. إن تصرفنا بالرحمة مع الآخرين هو دليل واضح على مقدار عمل هذه النعمة في حياتنا. لذلك أي تصرف مخالف لهذا الأمر يعكس صورة سيّئة عن رحمة إلهنا ومقدار عمله في حياتنا، الأمر الذي لا يتساهل معه الرب. فإذا كنا نريد أن نمجد الله في حياتنا علينا أن نتحلّى بالرحمة والمحبة الإلهية مع الآخرين من حولنا فنُظهر عمل نعمة الرب الغنية.