ثُمَّ كَلَّمَ اللهُ مُوسَى وَقَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.
(خر 6: 2-3).
كان اليهود يعتبرون اسم «يهوه» أقدس من أن تنطق به شفتا الانسان. فكانوا أحيانا كثيرة يستخدمون كلمة «السيّد» عوضا عن يهوه. وفي كل مرة كان الكتبة فيها مضطرين لكتابة اسم «يهوه» كانوا يغتسلون قبل القيام بذلك ومن ثم يتلفون القلم الذي كتبوا فيه بعد ذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هل ما نزال نتعامل مع اسم الرب بنفس المهابة التي كانت له قديما؟ أم اصبح اسم «الله» أو «الرب» محط كلام في أحاديث الناس لدرجة فقدت معها هذه الاسماء المهابة التي تليق بها؟
لقد رنّم موسى في خروج 15 قائلا: «مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِالتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟» موسى الذي «كان الرب يتكلّم معه وجها لوجه كما يكلّم الرجل صاحبه»، كان يدرك فعلا مكانة الله ومهابة اسمه وقداسته. فكم حريّ بنا اليوم، بعدما اختبرتنا قداسة الرب ومحبته العظيمة من نحونا بموته وقيامته، أن نرد صدى هذه القداسة والمحبة، بالمهابة التي تليق باسمه والمحبة والتكريس الكامل لشخصه!