«وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ، فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ، وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَأَتَوْا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ.»
(تك 37: 28)
عندما قام إخوة يوسف بوضعه في البئر، علم أنّهم يضمرون له الشّر. ومع أنّ الوحي لم يذكر لنا ما كان موقفه ولا مشاعره في تلك اللّحظات، لكنه ربّما كان يصرخ هناك لإخوته ويريدهم أن يصعدوه، وربّما محاولاً إقناعهم ليطلقوا سراحه. وفجأة يرى يوسف نفسه يُرفَع من البِئْر، وللوهلة الأولى ظنّ أنّ الفرج قد جاء، لكن ما لبث أنّ انتقل من حرٍّ، ولو مسجون، إلى عبدٍ يباع للإسماعيليّين، ومن بعد ذلك إلى مصر عبداً لفوطيفار. ربّما في تلك اللّحظات كان يوسف يسأل، لماذا يسمح الله بأن يحدث له كل ذلك؟ وربّما كان يرى وكأنّ الأمور تتدهور من سيّء إلى أسوأ. فهل كان يعلم أنّه في وسط تلك الغيمة السّوداء، كان الله موجوداً؟ وأن للرب مخطّط آخر له يريد من خلاله أن يحفظ النسل الذي سيولد منه المخلّص؟ نعم ففي نهاية المطاف فهم يوسف مشيئة الرب وأعلنها لإخوته، فالله قصد بالشّر خيراً. مهما كانت الظروف التّي تمرّ بها تبدو معاكسة، والأبواب مغلقة بوجهك، كن أكيداً أن الله يعلم ويسمح بها وهو يرى ما هو الأفضل لفائدتك ولفائدة الآخرين من حولك. فكن على ثقة بصلاح الرّب وانتظر لترى مقاصده وبركاته.