«فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا.»
(2 تيم 4: 6-8)
لم يكن بولس شيخا عندما مات. كان قد تجاوز عتبة السّتين من العمر. لكنّه علم أنّ ساعة موته باتت قريبة جدّا. لقد كان مسجونا في روما متوقّعا لحظة موته. كان ينظر إلى حياته التي عاشها بعد الإيمان بفرح وفخر فقد عاش للمسيح بالكامل. لقد وصف حياته بـ»الجهاد الحسن» لأنّه عاش لخدمة الرّبّ وحياة القداسة. لقد أكمل السعي وإستمرّ في السير في مشيئة الرّبّ رغم كلّ الظروف والتحديات التي واجهته. لقد حفظ الإيمان الذي سلّمه إياه الرّبّ وبقي ذلك الأمين لتعاليم المسيح. وقد أعلن له المسيح أنّه سيعطيه إكليل البرّ نتيجة لأمانته في الحياة الروحيّة، عندما يلتقي به وجها لوجه في السماء. فالحياة الروحيّة الحاليّة هي لحظات استعداد للقاء المسيح الذي سيكافئ الأمانة الروحيّة بأكاليل سماويّة مجيدة. فالأكاليل ليست فقط لبولس بل لجميع الذين يحبّون ظهور المسيح أيضا.