«لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ .. ِ»
(1تي 2: 5و6)
تحتوي هذه الآية على حقيقتين أساسيتين في الإيمان المسيحي هما طبيعة المسيح وعمله الشفاعي. فمن جهة طبيعة المسيح تُظهر هذه الآية أن المسيح يسوع ربنا هو الله «إله واحد» بالإشارة إلى طبيعته الإلهيّة السرمديّة الخالقة الكائنة منذ الأزل. ومن جهة أخرى تبرز هذه الآية ناسوت يسوع المسيح، «الإنسان يسوع المسيح» الذي حمل جسد بشريتنا من خلال تجسده في أحشاء العذراء مريم وولادته البشريّة. في هذه الآية تبرز حقيقة طبيعتي المسيح الكاملتين إذ أن يسوع المسيح هو إله كامل وإنسان كامل. وهذا ضروري لإتمام مهمة الخلاص والمصالحة لكي يقدر أن يكون وسيط العهد الجديد المصالح بين الله والإنسان. أما خدمة ربنا يسوع الشفاعيّة فمرتبطة بطبيعته وبعمل الفداء إذ «بذل نفسه فدية لأجل الجميع». إن يسوع هو الشفيع الوحيد القادر أن يتوسط لنا أمام العرش السماوي إذ هو يشفع بجسده الطاهر وجراحاته الفادية.