«مَخَافَةُ الرَّبِّ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ لِلْحَيَدَانِ عَنْ أَشْرَاكِ الْمَوْتِ.» (أم 14: 27)
إنّ مخافة الرّب هي مهابته واحترامه وإكرامه. فمخافة الرّب ليست الفزع والخوف والهلع من الرّب، بل هي نتيجة إدراك عظمة الرّب. فعندما يدرك الإنسان عظمة الرّب الخالق الذي يسيّر الكون بدقّة وهو الإله الحكيم والمبدع وهو الإله المحبّ والصالح، تتولّد عند الإنسان مهابة للرّب وثقة به. وهذا يؤدي بالإنسان المؤمن بأن يخاف الله. فمخافة الله مرتبطة بالثقة به وبحكمته وبصلاحه ووصاياه المعلنة في الكتاب المقدّس. وعندما يتصرّف الإنسان دائما بمخافة الله، هو يسير بطريق النجاح والبركة. لذلك فإنّ مخافة الرّب هي ينبوع حياة، تفيض بالبركة على حياته. وعندما يتصرف الإنسان بحسب رغباته خاصة وشهواته وحكمته الأرضيّة، فهو يسير نحو أشراك الموت. وبالتالي فإن الإنسان الذي يخاف الرّب ويعطيه الإعتبار والمهابة والاحترام ويطيع كملته، فيجنّب نفسه كل آلام الخطيّة ونتيجتها النهائيّة بالموت الأبدي. إنّ مهابة الرّب لا تزيد مجدا على شخص الله المبارك، ولكنّها تعطي البركة والنجاح للإنسان.