«فَمَا هُوَ إِذاً؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضاً. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضاً»
(1 كو 14: 15)
إن العبادة المقبولة لدى الله هي تواصلٌ بين الإنسان المخلوق والله الخالق. أما منطلق العبادة فهو الذهن البشري الذي يتميّز به الإنسان عن باقي المخلوقات. لذا يريد الرب من الإنسان أن يحبه ليس بمشاعره فقط بل بفكره أيضا إذ يقول «تحب الرب إلهك من كل فكرك». وقع المؤمنون في كورنثوس في خطيّة سوء إستخدام موهبة الألسنة إذ صاروا يتكلمون في ترانيمهم وصلواتهم بكلمات لا يفهمونها معتبرينها ألسنة جديدة من الرب. هذا دفع بولس الرسول لكي يكتب هذا الإصحاح الموبّخ لهم ليصحّح مفهوم العبادة التي تتمحور حول الذّهن وليس حول العاطفة. لذا عندما نصلّي أو نرنم يجب أن نرفع إلى الرب قلوبنا بأشواقها ومشاعرها بكلمات صاحية ومعبّرة تليق بالإله الحكيم الذي نعبده.
إن العبادة الفكريّة تبني النفس والآخرين أيضا