«لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ»
(رو 13: 8)
إنّ المحبّة في الحياة المسيحيّة ليست هي بموهبة، بل هي حياة المسيح فينا. فعندما يمتلك المسيح حياتنا ويسكن الروح القدس فينا ويعطينا طبيعة جديدة، فهو يعطينا طبيعة المسيح المحبّ. لذلك يصف بولس الرسول المحبّة بالدَّين الذي يجب أن يوفيه المؤمن للآخرين من حوله. يشير هذا إلى الشعور الداخلي الذي يجب أن يشعر به المؤمن تجاه غيره، إذ يقول لنفسه أمام كلّ ظرف وكلّ شخص وكلّ موقف اأنا مديون بأن أحبّ الناس من حولي.ب فالمحبّة كدين هي مسؤوليّة والتزام تؤثّر على كلّ الجوانب الأخرى في حياتي. فبدون المحبّة أنا نحاس يطن أو صنج يرّن، وكلّ أفعالي وتصرفاتي لا تساوي شيئا. المحبّة هي التصرّف الطبيعي تجاه الآخرين، نتيجة عمل الروح القدس في حياتي. المحبّة تحدّد المستوى الروحي الذي أعيش فيه. هل أعيش بالروح أم أعيش في الجسد؟ عندما يقول المؤمن أنا لا استطيع أن أحبّ شخصاً ما، يحكم على نفسه بالسير بالجسد. أمّا المؤمن الذي يعيش بملء الروح القدس فيختبر المحبّة لجميع الناس من حوله. فالمحبّة هي نتيجة السير اليومي مع المسيح الذي هو مصدر المحبّة الحقيقيّة والذي جاء لكي يغيّر حياتنا، لنصبح سفراء لمحبّته في هذا العالم.