«بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا»
(رو 12: 14)
إنّ الإضطهاد ملازم لحياة الإيمان. ففي اللحظة التي يؤمن فيها الإنسان بالمسيح يسوع رّبا ومخلّصا على حياته يصبح غريبا عن هذا العالم، ويصبح هذا العالم غريبا بالنسبة له. وبينما يبدأ المؤمن رحلة القداسة والتكريس والأمانة للرّبّ، تبدأ حياته تظهر غريبة عن العالم من حوله ويبدأ الإضطهاد المباشر وغير المباشر عليه. فالعالم يريد من المؤمن أن يرجع إلى حالته القديمة ليشابههم في تعاستهم وبؤسهم وشرورهم وعبادتهم الباطلة. هم لا يدركون ما حصل في حياة المؤمن، تماماً مثل العميان العاجزين عن رؤية ما حولهم. هم يريدون أن يرجعوا المؤمن إلى مرحلة العمى بعد أن فتح المسيح عينيه. وإذ يدركون جدّية المؤمن في إتّباع المسيح وصدق التغيير الذي حصل في حياته، يزدادون إضطهادا. قد يكون الإضطهاد سخريّة أو عنفا جسديّا أو أيّة وسيلة أخرى مؤلمة لحياة المؤمن جسديّا أو معنويّا. أمام هذا الواقع يلتجىء المؤمن إلى كلمة الرّبّ ليلاحظ أنّ الإضطهاد هو جزء من حياة الإيمان، وأنّ الوسيلة الوحيدة لمواجهته هو بالمحبّة التي تحتمل وتصبر على الآخر وتطلب له البركة على حياته. فوصيّة الرّبّ واضحة أن نبارك الذين يضطهدوننا وأن لا نعاملهم كما يعاملوننا. وبهذا نظهر أننا أبناء الرّب في عالم مليء بالشرور. إنّ الإضطهاد هو فرصة لكي يظهر المسيح في حياتنا ويظهر عمله المبارك فينا إذ يعطينا القدرة أن نحب ونبارك من يسيء إلينا.