«وَلَمَّا حَدَثَتْ مُنَازَعَةٌ كَثِيرَةٌ اخْتَشَى الأَمِيرُ أَنْ يَفْسَخُوا بُولُسَ، فَأَمَرَ الْعَسْكَرَ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَخْتَطِفُوهُ مِنْ وَسْطِهِمْ وَيَأْتُوا بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ» (أع 23: 10)
عندما يكون المؤمن في خطر يتدخّل الرّب بطرق معجزيّة لإنقاذه، وهذا ما إختبره بولس عندما كان في أورشليم محاطا باليهود الغاضبين الذين يريدوا أن يقتلوه. كان بولس حينذاك لوحده ولم يكن يقدر على الهرب منهم. لقد حاول بكلامه أن يبشّرهم ويخبرهم عن خلاص المسيح مظهرا لهم من نبوات العهد القديم أنّ المسيح هو المخلّص الموعود به. ولكنّ تعصبهم الأعمى منعهم من رؤية ذلك وأشعل في داخلهم الرغبة بقتل بولس على اعتبار أنّه يُجدّف على الناموس. لقد كان بولس في خطر الموت، ولم يكن لديه أيّ قدرة على النجاة كان يمكن أن تكون النهاية بالنسبة له. ولكن ّالرّبّ تدخّل في الوقت المناسب مستخدما الأمير الروماني الذي أرسل عسكره لإنقاذ بولس. فالرّبّ إلهنا كلّي السلطان وهو يستخدم طرق عجيبة وأناس غرباء لكي ينقذ أولاده من مخاطر قاتلة. كان بإمكان بولس أن ينجّي نفسه من خلال نكران المسيح وعدم المجاهرة بالإنجيل، ولكنّه صمّم الإعتماد على الرّبّ وصنع مشيئته، فكان الرّبّ حارضرا معه في لحظة التجربة وأنقذه من يد اليهود وأرسله محاطا بعسكر إلى المعسكر الروماني لكي يستخدمه هناك أيضا.