فَرَأَى ظَاهِرًا فِي رُؤْيَا نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ مِنَ النَّهَارِ، مَلاَكًا مِنَ اللهِ دَاخِلاً إِلَيْهِ وَقَائِلاً لَهُ:«يَا كَرْنِيلِيُوسُ!». (أع 10: 3)
لم تكن هذه الرؤيا في حلم أو في غيبة ما، إنما كرنيليوس رأى الملاك أمامه وهو في كامل وعيه وقد نظر إليه بإمعان – شخص إليه كما تقول الآية التالية. في العصر الأول للكنيسة كانت الملائكة نشطة على مسرح الأحداث ولكنها لم تكن تعمل من تلقاء نفسها. فالملائكة، كما تقول لنا رسالة العبرانيين، هي أَرْوَاح خَادِمَة مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ! نعم هي ارواح مرسلة للخدمة، لقد أرسل الرب ملاكا الى فيلبس (اصحاح 8) ليكلمه ويرسله الى خصي الحبشة كي بيشره ببشرى الخلاص، وما أن انتهى فيليبس نقله الملاك مباشرة بعد ذلك الى أشدود. إن الملائكة تنفذ ما يأمرها الرب به من مهمات مختلفة، ومن المهمات غير المنظورة التي تقوم بها، حماية المؤمنين من مخاطر عديدة لا يسمح بها الرب في حياتنا. قد يتذمر المؤمن أحيانا من مشاكل أو أحداث أليمه يمرّ بها في حياته ويتساءل لماذا يا رب سمحت بذلك؟ ولكنه بالحقيقة لا يدرك فعليا مقدار المشاكل التي ينجيه منها الرب من خلال الملائكة دون أن يدري! ما أعظم هذه الحقيقة الرائعة أن الرب سهران دائما على عدم السماح لأي أمر أن يحدث لأولاده خارجا عن مخططه. استرح أيها المؤمن في أحضان الرب فهو يهتم بك ويرعاك في كل لحظة من حياتك.