«فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ.» (أع 9: 15)
عندما طلب الرب من حنانيّا أن يذهب إلى شاول الطرسوسي ويضع يده عليه ليبصر، لم يستطع حنانيّا أن يرى في شاول إلّا ذلك الشّخص الذي يضطهد المؤمنين ويقتلهم، أمّا الرب فقد رأى فيه إناءً سيحمل إسمه أمام أُمَمٍ وملوك وبني إسرائيل. فالرب لا ينظر إلى ما هو ظاهر في الإنسان، بل ينظر إلى ما هو قادر أن يفعله بالإنسان من تغيير بعمل نعمته وبقوة الروح القدس، فلن يبقى شاول كما هو بل سيتغيّر ليكون إناءً صالحاً للخدمة . وهذه النظرة من الرّب شعر بها بولس وشكر الرّب عليها إذا قال في رسالته إلى تيموثاوس «وَأَنَا أَشْكُرُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي قَوَّانِي، أَنَّهُ حَسِبَنِي أَمِينًا، إِذْ جَعَلَنِي لِلْخِدْمَةِ، أَنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَمُفْتَرِيًا. وَلكِنَّنِي رُحِمْتُ، لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْل فِي عَدَمِ إِيمَانٍ.» ولكن هذا الأمر ليس لبولس (شاول) وحده، بل كلّ واحد منّا غير مستحقّ أن يكون خادماً في حقل الرّب، إذ كلّنا كنّا قبلاً مستعبدين بشرورنا مجدّفين، لا بل نحن الآن غير مستحقّين أيضاً، ولكن نحن ما نحن عليه، بفضل عمل نعمة الله وقوّة الرّوح القدس الساكن فينا، فلنخدم إلهنا دائماً بالشكر على هذا الإمتياز.