«5فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدًّا، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ، 6وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ». (2صم 12: 5-6)
كم كان داود متحمّساً ليصدر حكماً في رجل أخبره قصّته ناثان، فأدانه وأعلن أنّه مستحقّ الموت، فداود الدّيّان للآخرين، لم يكن مدركًا أنّه كان ديّانٌ لنفسه. فالقصّة كانت تُروى لتظهر الخطأ الذي ارتكبه داود مع أوريا الحثّي وزوجته بثشبع، وبدل من أن يركّز داود على خطئه ليصحّحه ويتوب ويغيّر ما لا يرضي الرّب في حياته، كان مستعدّاً بكلّ عنفوان أن يدين الآخرين ويصدر أحكاماً في حقّهم. في الحقيقة ليس داود وحده الخاطئ بل نحن كلّنا خطاة وكلنا عندنا ضعفاتنا وتعدّياتنا بعض الأحيان، ولكن ما نحتاجه في حياتنا الرّوحيّة لكي ننمو ونسلك بصحّة جيّدة، ونصحّح علاقتنا بالرّب ونتغيّر إلى شبه المسيح هو أن لا ننظر إلى أخطاء الآخرين لندين ونصدر أحكام في حقّهم بل أن ننظر إلى داخلنا، وإلى أخطائنا وضعفاتنا، ونتوب توبة حقيقيّة ونحرص مجتهدين بأن نعيش بقداسة بحسب كلمة الرّب في الكتاب المقدّس.